عبد الرحمن فهمى
ذكريات قلم معاصر .. نزار قبانى ينعى جامعة الدول العربية
الشاعر الغنائى السياسى الموهوب نزار قبانى كان سفيراً فى وزارة الخارجية السورية.. وبعد الوحدة أصبح سفيراً للجمهورية المتحدة.. وتصادف أن كان عضواً فى وفد الجمهورية المتحدة لحضور اجتماع قمة جامعة الدول العربية فى تونس.. وعندما عاد كتب قصيدة ينعى فيها الجامعة العربية!! قال فيها:
يا تونس الخضراء جئتك عاشقاً
وعلى جبينى وردة وكتاب
أحرقت من خلفى جميع مراكبى
إلا الهوا ألا يكون إياب
إنى دمشقى الذى احترف الهوا
فاخضوضرت بغنائه الأعشاب
إنها قصيدة ليست ما كتبت يدى
لكنها ما تكتب الأهداف!!
نار الكتابة أحرقت أعمارناً
فحياتنا الكبريت والأحطاب
لا تغضبى منى إذا غلب الهوا
إن الهوا فى طبعه غلاب
ذنوبى كلها مغفورة
فالله جل جلاله هو التواب
<<<
يا تونس الخضراء فى كأسي علقم
فى أعلى الهزيمة تشرب الأنفاس
خريطة الوطن الكبير فضيحة
حواجز.. ومخافر.. وكلاب
والعالم العربى إما نعجة مذبوحة
أو حاكم قصّاب «جزار»
<<<
ماتت خيول بنى أمية كلها
خلعا.. وظل الصرف والإعراب
فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى.. فلا عمر ولا خطاب
بيارق ابن العاصى تمسح دموعها
وعزيز مصر الفطام نصاب!!
<<<
العالم العربى يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب
العالم العربى يخزن نفطه
فى «خصيته».. وربنا الوهاب
<<<
هذا ثلث القصيدة أو ربما أقل.. فالقصيدة طويلة جداً.. ولكن فى الجزء الباقى ألفاظ وكلمات خارجة للغاية مثل آخر سطر من الذى كتبته الآن، وقد تمت محاربة هذه القصيدة فلم تأخذ حقها فى النشر أيامها حتى بعد فشل الوحدة والانفصال عن مصر لم تنشر هذه القصيدة سوى مرة واحدة، تذكرت هذا «النعى الشعرى» عقب فشل قمة نواكشوط التى كان شعارها «نكون أو لا نكون» فاتضح أنها «لن نكون»!!!
القصيدة بكل ألفاظها الخارجة جداً فى «جوجل» لمن يريد قراءتها كاملة!! بكل ألفاظها الخارجة ولكنها مضحكة.