عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. قمة.. بدون قمم!
اجتمعت القمة العربية، ولم أعد أتذكر عدد اجتماعاتها السابقة وانفضت القمة، ولم أعد أعبأ كثيرًا بما تخرج به هذه القمم!!
كانت قمة نواكشوط، هى قمة الفرصة الأخيرة.. لكى يقال إن مصير الشعوب العربية فى يد حكامها. فما عاد للعرب ـ بكل أسف ـ أن يقرروا مصلحة شعوبهم. ويكفى ما حدث للعراق، وما يزال.. وما يحدث لسوريا وليبيا واليمن، ودعوكم مما حدث للصومال وللسودان.. والمؤامرة على لبنان. وكلها، لم يكن للعرب، ولا لحكامهم الكلمة الأولى. ويكفى أن من يقرر اليوم مصير العرب هم كل الطامعين فيهم، من تركيا إلى إيران. ومن أمريكا إلى بريطانيا.. وإلا قولوا لنا ماذا فعلنا لبريطانيا ورئيس حكومتها الذى اعترف بمؤامرته ـ مع أمريكا ـ على العراق!!
<< اجتمعت القمة العربية ـ ويا سلام على هذه الخيمة الفخيمة التى ضمت كل المجتمعين ـ وعلى هذا الموقع الساحلى الساحر، على شاطئ المحيط الأطلنطى وحفلات الشواء.. وتقبيل اللحى.. وربما الخناجر تختفى وراء الظهور!!
ولكن هل كان عدد الغائبين ـ عن القمة ـ وراء فشل هذه القمة.. أم كانوا واثقين أن القمة لن تصل إلى أى شىء إيجابي.. ولذلك آثروا السلامة وقرروا الغياب عنها. أم خشى بعضهم من توريطهم فى تحمل أى اعباء اضافية لفلسطين وقضية فلسطين.. أو أعباء جديدة للاشقاء الهاربين من جحيم الحرب الأهلية فى سوريا.. أم يخشون مواجهة، ولو تحت الأرض، مع تركيا الجار القوى الذى دخل فى معركة مع نفسه وفرصة لتصفية أعدائه.. فى الداخل والخارج.. أو مع إيران التى تمتد أصابعها القذرة فى سوريا ولبنان واليمن.. والبحرين والسعودية.
<< ترى.. ماذا لو كنا وفرنا كل النفقات التى أنفقت على عقد هذه القمة ونفقات سفر الوفود العربية، من دول الخليج العربى فى أقصى المشرق.. إلى دول مجاورة لموريتانيا.. فى أقصى المغرب العربى.. ماذا لو كنا قد وفرنا كل هذه النفقات وقدمناها للاشقاء السوريين الذين تركوا ديارهم.. وسقط منهم من سقط.. أو تم تخصيصها لإعادة تعمير «بعض» ما تم تدميره بالأسلحة العربية هناك.. بل حتى أن بعض قادة الدول المجاورة لموريتانيا، لم يحضروا.
<< ونتساءل هنا ما هو مصير جدول الأعمال الذى أقره وزراء الخارجية وهل ستلتزم الدول التى لم يشارك قادتها فى القمة فى تنفيذ بعض ما جاء فى جدول الأعمال.. أم ننسى هذه القمة وكل ما حدث فيها.. وحتى أهم ما كان يجب أن يبحثوه وهو انعاش فكرة القيادة العسكرية المشتركة وانشاء قوة عربية للإنقاذ أو للطوارئ فإنه لا هذه ولا تلك تم اقرارها، وبذلك كأنك يا أبوزيد ما غزيت!!
<< أما لماذا انعقدت القمة.. ولماذا غابت عنها كل القمم التى قررت الابتعاد.. فهذا فى علم الغيب.. وكذلك حلم كل العرب فى تعديل ميثاق الجامعة.. لا حس.. ولا خبر..
إيه رأيكم.. تيجوا نؤجرها مفروشة، خصوصًا وهى تتمتع بموقع سياحى ممتاز على النيل.. طيب وهى فين السياحة!!