اكرام لمعى
المسيحيون بين الوطن والمقدس الدور والمصير
أصدرت الهيئة العامة للكتاب كتابًا هامًا لكاتب هذه السطور يتناول المسيحيين فى منطقة الشرق الأوسط من القرن الأول حتى القرن الحادى والعشرين، ويبدأ بفصل كامل محاولًا الإجابة عن سؤال هل كان هناك مسيحيون عرب قبل الإسلام؟ وقد أثبت الكاتب أن العرب المسيحيين كانوا موجودين فى المنطقة العربية وأيضًا كان مسيحيون مصريون وسوريون... إلخ، ثم استعرض الكتاب الإسهام المسيحى فى الحضارة العربية الإسلامية بدءًا من دخول الإسلام إلى مصر أو ما يسمى بالفتح الإسلامى 641 م وكيف كانت العلاقة بين عمرو بن العاص وبنيامين بابا الأقباط ثم حكم الأمويين وعاصمتهم دمشق من عام 715 م ثم جاءت الخلافة العباسية وعاصمتها بغداد فى عام 750 م وكان دور المسيحيين فيها دورًا أساسيًا بترجمة كتب الفلسفة اليونانية والطب وحساب المثلثات... إلخ إلى العربية مما أسهم فى بناء الحضارة الإسلامية ووصولها إلى كل العالم المحيط، وهكذا استمر دور المسيحيين أثناء الخلافة العثمانية 1517 – 1805 م ثم المسيحيون ومصر الحديثة والذى فى نهايتها كانت الحملة الفرنسية على مصر وموقف المسيحيين المصريين الوطنى من الحملة ثم محمد على مؤسس مصر الحديثة 1805 - 1848م ودور المسيحيين فى نقل العلوم الأوروبية الحديثة إلى مصر ويقدم المؤلف ثلاثة من الكوادر السياسية والثقافية المسيحية، الكادر السياسى مكرم عبيد 1898 - 1961م والكادر الثانى ثقافى لويس عوض 1915 - 1990م والكادر الثالث نسائى إستر فهمى ويصا 1895 - 1990م ثم يتناول الكاتب عصر السادات، مبارك وقد أطلق عليه عصر النجوم، ثم ثورة 25 يناير وموقف المسيحيين منها، وأشار الكاتب بوضوح عن فترة حكم محمد مرسى وثورة 30 يونيو.
وفى الفصل الأخير عن الموقف المسيحى الدور - المستقبل - المصير، بدأ بتقييم الواقع من داخل المجتمع المسيحى وذكر أن هناك أربع خرافات تتداول فى وسط المجتمع المسيحى وهى: خرافة حماية المسيحيين من الخارج وخرافة التحالف مع مع الأقليات الأخرى وخرافة منظمات حقوق الإنسان وخرافة الهجرة إلى الخارج ثم ذكرالحقائق الأربع التى يجب على المسيحيين أن يعوها وهى أنه بالمسيحيين يكتمل وجه مصر الحضارى وأن المسيحيين هم التاريخ الحى لمصر القديمة وحقيقة الدور المسيحى فى استقلال مصر وأخيرًا حقيقة مبدأ دفع الثمن لأجل الانجاز وينهى كتابه بأنه إذا استطاع المسيحيون أن يعيشوا قضايا مجتمعهم ويتفاعلوا مع مشكلاته، يومها لن يخشوا من تطرف دينى أو اضطهاد مدنى، فلقد أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع يرتفعون بارتفاعه ويهبطون بهبوطه، ولن يكون ألمهم سوى ألم الرائد الذى يريد أن يحقق حلمه بتغيير مجتمعه إلى الأفضل روحيًا واجتماعيًا وسياسيًا، فهل يفعلون؟