الصباح
سليمان جودة
محلب فى الصورة
ظهر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، إلى جوار الرئيس، فى أثناء انعقاد القمة الإفريقية رقم 27 فى روندا، يوم الإثنين الماضى.
يبدو أن ظهوره، قد أثار تساؤلات وعلامات استفهام ليس لأن ظهور الرجل غير مرغوب فيه، فالعكس هو الصحيح، لأن المهندس محلب لايزال له رصيد فى وجدان كثيرين من المصريين، منذ كان رئيسًا للحكومة.
ولذلك فالتساؤلات وعلامات الاستفهام أظن أنها كانت راجعة إلى وجوده إلى جوار الرئيس، فى قمة إفريقية، وهو فى الوقت نفسه، لا يتولى منصبًا رسميًا يسمح له بالوجود، على هذا المستوى، ولا هو من بين الخبراء المعروفين فى الشأن الإفريقى.
وليس هذا بالمناسبة ذمًا فى الرجل، فهو فعلًا لايشغل منصبًا رسميًا، وإذا كان مسمى منصبه، فى الوقت الحالى، هو مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، فهذا ليس منصبًا رسميًا، لأنه ليس موجودًا فى الدستور، ولأن الدستور لايتحدث عن مساعدين ولا عن نواب الرئيس، وإذا كان الرئيس قد اختاره مساعدًا للمشروعات القومية، فى أعقاب إعفائه من منصبه، كرئيس للحكومة، فأعتقد أن ذلك كان راجعًا إلى إحساس مؤسسة الرئاسة، بأن رجلًا فى طاقة المهندس محلب، وفى قدرته على العمل على الأرض، وعلى الإنجاز العملى فى الميدان لايجوز أن يكون بعيدًا عنها، وأن وجوده بالقرب منها، سوف يكون لصالح ما تريد المؤسسة الرئاسية أن تقدمه لمواطنيها.
المهم أن مصادر لم تشأ أن تكشف عن هويتها، ولا عن طبيعتها، قد قالت فى «المصرى اليوم» صباح الثلاثاء الماضى أن وجود رئيس الوزراء السابق، فى الوفد الرسمى فى القمة الإفريقية مرة، وإلى جوار الرئيس مرة، كانت له مبرراته الموضوعية.
ومن بين المبررات التى سردتها تلك المصادر وهى تتكلم لـ«المصرى اليوم» فى تقرير موسع، أن علاقة من الصداقة تربط بين «محلب» وبين رئيس رواندا الحالى، وأن هذه العلاقة تعود إلى وقت أن كان رئيس الوزراء السابق، رئيسًا لشركة المقاولون العرب، وأنه، فى تلك الفترة، قد أنشأ مبنى وزارة الدفاع فى العاصمة الرواندية كيجالى، وأن أبناء رواندا يعتزون بذلك جدًا، لأن المبنى الذى نقلت «المصرى اليوم» صورته، يظل واحدًا من المبانى المعمارية الجميلة، التى تزدان بها عاصمة رواندا.
ليس هذا فقط، وإنما ذكر التقرير المنشور، أن رئيس رواندا عندما أرسل سفيرًا له إلى القاهرة فإنه طلب منه أن يتواصل مع إبراهيم محلب، وأن يكون على اتصال دائم به، لأنه أى محلب، هو الذى سيساعده فى القدرة على الحركة الصحيحة دبلوماسيًا فى العاصمة المصرية.
وما لم يذكره التقرير أن رواندا ليست الدولة الإفريقية الوحيدة، التى تعرف عاصمتها وعدد من المدن فيها، إنجازًا متناثرًا للسواعد المصرية فى المقاولون العرب.. ففى كل عاصمة إفريقية تقريبًا وفى مدن إفريقية عديدة لايخلو الأمر من مبنى عريق هنا، ولا من آخر أنيق هناك، شيدته شركتنا المعروفة بأعمالها بامتداد العالم.
وأيًا كانت المبررات التى دفعت المصادر إياها إلى توضيح الصورة أو بمعنى أدق توضيح أسباب وجود «محلب» فى الصورة، فإن وجوده فى أى صورة يبقى فى ظنى من دواعى الاطمئنان لنا، وليس من دوافع القلق، وإلا ما كان الرئيس قد طلب منه، أن يكون همزة الوصل بين الرئاسة وبين المشروعات القومية الكبرى.
ظهور محلب، فى أى محفل يطمئن ولا يقلق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف