جريدة روزاليوسف
مصطفى أبو جبل
تليفون لحمادة .. إنترنت لميادة
دائرة متناقضة يعيش فيها غالبية خريجى أقسام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بكليات الهندسة ومعاهدها العليا الخاصة والحكومية، بسبب ما يروه فى هذه الأيام ويثبت فعليا عكس كل ما حلموا به فى سنوات دراستهم أو قرءوه من تصريحات لمسئولين تؤكد أن الدولة تقدم جميع التسهيلات للمبدعين والمبتكرين خاصة فى مجالات البرمجة والسوفت وير.
ولعل قصة المهندس الشاب محمود عبد الحميد تفسر ذلك، فهو أحد خريجى كليات الهندسة قسم حاسبات ومعلومات أحب دراسته وسعى للتخصص فيها ودراسة مخرجاتها والتسلح بأدواتها، فهو يعمل فى إحدى شركات البرمجة الخاصة والتى يعمل فيها ما لا يقل عن 10 ساعات يوميا، يعود بعدها إلى بيته مطالبا باستكمال ما قد بدأه من عمل حتى يتثنى له تسليمه قبل الصباح التالى.
المهندس الشاب محمود عبد الحميد فى محادثة تليفونية قال «أنا راضى ومبسوط وبحب شغلى لكن يبدو أن وزارة الاتصالات مش بتحبنى» وبالسؤال عن سبب ذلك قال: «إنه يقيم فى منطقة تابعة لسنترال المريوطية» ففهمت مقصده وأنا أعلم جيدا أن هذا السنترال تحديدا هو سنترال العذاب و الضنى لا يقصده قاصد أو عابر سبيل إلا وذاق الأمرين، فقد ذهب إليه هذا المهندس يطلب ضرورة تركيب تليفون أرضى وانترنت لأهمية ذلك إلى عمله فكان الرد « لا يوجد يا سيد غير الهوائى» وإذ به يفاجأ بعد فترة أن «البوكس عمران» وأن جارًا له حصل على خط أرضى متميز.
والسؤال هنا عمن يملك زمام الأمور وتوزيع الخطوط وأولوياتها فهل توجد أهمية أكثر من شخص يحتاج لخط أرضى يسهل له عمله الذى يقتات منه أم أنه يلجأ إلى البحث عن مافيا الوصلات غير الشرعية للاشتراك معها فى ظل ارتفاع أسعار الإنترنت المحمول.. وفى آخر المطاف يتم رفع شعار الناس سرقانة والشركات خسرانة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف