حمدى رزق
حد الحرابة على أحمد دومة!
وكتبت نورهان حفظى، زوجة السجين أحمد دومة، على صفحتها على «فيس بوك» قصة خطيرة ومزعجة، نصا تقول:
«أحمد دومة يمتحن من 17 يوليو، كل الامتحانات بتكون فى سجن ليمان طرة، أول يوم، وقبل دخول لجنة الامتحان، كان فى غرفة انتظار مع باقى الطلبة من غير أى تأمين أو مراعاة أنهم انتماءات مختلفة، وسهل جداً تحصل كوارث، للأسف معظم الموجودين كانوا دواعش أو إخوان منعرفش تهمهم، لكن ده اللى قاله أحمد من نقاشاتهم معاه».
«ما حدث بعد نقاش طويل أنهم قعدوا ينظروا ليه، ولازم يطبقوا على أحمد (حد الحرابة) وليه هو مفسد فى الأرض، وتطور الأمر بعد ذلك لخلاف حوالين نطبق عليه حد الحرابة دلوقتى حالاً ولا لما يخرج من السجن علشان ميبقاش فى حالة ضعف، وبعد ذلك قعدوا يتخانقوا ويحوشوا بعض عن أحمد لأن حبة منهم قاموا باتجاهه علشان يطبقوا عليه الحرابة فعلاً، كل ده من غير أى تواجد أمنى».
«مسؤول الإخوان فى السجن، والذى كان بيمتحن معاهم، كان له موقف مختلف، يفضل ساكت وأول ما يحس إن فيهم حد اقتنع برأى أحمد (ده لما كانوا بيتناقشوا معاه فى البداية) يتحول ويقعد ينظّر (ليه أحمد واللى زيه أخطر من المشركين، وليه مفسدين ومسؤولين عن كل اللى وصلوله)».
«الداخلية التى حبست أحمد انفرادى منذ 3 سنين، ومانعين عنه زيارات أصحابه وقرايبه والاختلاط بأصحابه فى السجن حتى فى ساعات التريض بحجة الخوف عليه، معندهاش أى مانع تسيبه مع دواعش أو إخوان بيهدروا دمه موتورين فى أوضة لساعات طويلة من غير أى تأمين.. يعنى (رامى السيد، وعمرو على، ومحمد عادل، وأحمد عبدالرحمن) فى نظر الداخلية أخطر على أحمد من الإخوان والدواعش».
هذه سطور زوجة «دومة» حرفيا نقلا عن أحمد دومة، وتستلزم رداً شافياً من مصلحة السجون المعنية بالحفاظ على أرواح المساجين، هم أمانة فى حوزتها إلى حين تأدية العقوبة التى قضت بها المحكمة، هذا واجب وأوجب أن يتبع.
تحب أحمد دومة أو تكرهه أنت حر، ولكن ما ترويه زوجة «دومة» يستأهل التوقف والتبين، الزوجة تخشى على حياة زوجها من الدواعش والسلفيين والإخوان فى السجن، وتبرهن بقصة خطيرة، نقلا عنه، أن حياته مهدَّدة من قِبَل هؤلاء، وبلغ التهديد مبلغه أنهم اختلفوا على تطبيق «حد الحرابة» على رقبته، وهو بينهم أعزل منفرداً وسط غابة من الغيلان المفترسة، فقط اختلفوا على توقيت تطبيق الحد، «دلوقتى حالاً ولا لما يخرج من السجن علشان ميبقاش فى حالة ضعف»!!.
لا أملك إنسانياً سوى التنويه وطلب التحقيق فى هذه الواقعة الخطيرة، ولا أستطيع تصديق أن «دومة» وغيره من المساجين المدنيين مسجونون مع هؤلاء الوحوش، لماذا لا يفرقون بينهم فى السجون، أنا لا أناقش هنا سجن «دومة» من عدمه، هذا شأن قضائى بحت، ولكن ما دَوَّنته السيدة «نورهان» يشى بخطورة على حياته، على حياة إنسان حتى لو كان مُداناً.
مثل هؤلاء الوحوش التى سفكت دماء المصريين لا يمكن أن تُترك هكذا طليقة فى السجون تقيم الحدود على المساجين العزل، ولماذا لا يجرى عزلهم فى سجون خاصة بعيداً عن الطلبة والمدنيين والجنائيين، هؤلاء لا يتورعون عن القتل غيلة، وإذا ظفروا بسجين مناهض لأفكارهم، أو حمل ذات يوم عليهم، أو ناصبهم العداء فسيفتكون به، ويشربون من دمه.
حتى يصلنى رد من مصلحة السجون، أتحسب من حدوث جريمة مثل هذه داخل السجون، رسالة نورهان حفظى منشورة، وتتحمل مسؤولية كلماتها، ولست فى محل تفتيش بين السطور أو الشق عن القلوب، ولا أملك الوقوف أمامها مكتوفا، إنها تخشى على حياة زوجها، ونحن نخشى على حياة «دومة» وآخرين، لازم الفصل بينهم فى السجون، وهذا أقل القليل.