(1) حين أسميت ابني عمر كنت متأثرا بشخصية الفاروق عمر بن الخطاب ومناقبه. أحببت أصدقائي عمر طاهر وعمر مصطفي وتمنيته في موهبتهما وقربهما لي. حرصت وأنا أكبر في أذنيه أن أضمه ليسمع نبضات قلبي ويحفظها. كان أول فرحتي، ولا يزال، ومع مرور الأيام كنت أراه يكبر وتكبر مساحته في روحي حتي أصبح، ربما أكثر من إخوته، ملء الروح يجري مجري الدم، بل هو النفس الذي أتنفسه، وهو شعور لم أشعر به في حياتي سوي مرتين كان عمر أحدهما. وحين فعل حسابه علي فيس بوك كتب اسمه (عمر محمد) ولم يكتب اسم جده، لدرجة أني أخفيت الأمر عن هذا الأخير حتي لا يغضب إذ أدرك من محبته له صحة مقولة « أعز الولد.. ولد الولد»..

عمر محمد بين أصحابه مؤدب. أثمرت تربية أمه له وشدتي المصطنعة عليه طفلا مهذبا حلو اللسان لطيف المعشر محبوبا من أصحابه لا يصنع لي أي مشاكل من نوعية مشاكل أقرانه، ولا أنسي يوم دمعت عيناي حين قرأت له موضوع تعبير كتب فيه أنه يحلم بأن يكون ضابطا كي يموت شهيدا..

حفظك الله يا قرة عيني وحبيبي وحفظ ضباطنا ورحم شهدءنا وألحقنا بهم علي خير..

(2) اسمها إسراء الطويل.. شابة في بداية عشرينياتها.. كانت تحب الثورة حتي تلقت رصاصة غيرت حياتها فأصيبت بالشلل لفترة وعولجت وأصبحت تتكئ علي عكازها الذي صار من تفاصيل حياتها أملا في أن يسفر العلاج الطبيعي عن نتيجة مرضية. اختفت فجأة بعد خروجها مع زميليها عمر وصهيب ولم يخبر أحد أهلها بمكانها، لتظهر بعد فترة في السجن !!

أصبحت إسراء ملء السمع والأبصار بعد قضيتها واتهامها بتهم غريبة من ضمنها أنها تدير صفحة علي فيس بوك تنشر أرقام وعناوين ضباط الشرطة !!

الغريب ان القبض عليها جاء مصادفة بعد ان قرأ الضابط اسمها في البطاقة اسراء محفوظ وفهم عقله الباطن أسماء محفوظ!!

بعدها صارت إسراء قصة لابد وأن تتعاطف معها وهي البنوتة البريئة التي تعاقب علي ما لم ترتكبه، والتي تظهر في محاكمتها بصحبة عكازها، وهكذا عرفتها، وهكذا كتبت عنها في نفس هذا المكان..

بعد فترة شتمت فيها إسراء من معسكر الهيستيريين بدرجة مرعبة مستنكرين أي تعاطف إنساني معها، خرجت إسراء بقرار من المحكمة ووضعت تحت مراقبة، أصبح الضباط والأمناء يقابلونها بعدها بفرح حقيقي وتكتب عنهم إسراء بمنتهي الإنسانية وهي لاتزال تواصل علاجها الطبيعي..

مؤخرا تواصلت معي إسراء.. أسعدتني أنها قرأت ما كتبته في السجن.. أخبرتني أنها شاهدت الفيلم الذي كتبت عنه في نفس المقال. ثم حكت لي عن (اللي مالهوش فيها).. الشهير بعمر..

(3) اسمه عمر محمد.. علي اسم ابني..كان من الأوائل في الثانوية العسكرية ثم درس الهندسة في أكاديمية طيبة.. عمر ليس له انتماء سياسي كما تقول إسراء وكما عرف عنه، لكنه كان مع إسراء وقت القبض عليها وتم القبض عليه هو أيضا رغم كونه (مالهوش فيها)..

كتب عمر رسالة قال فيها إنه تعرض للتعذيب بعد القبض عليه. كتب يسأل عن سبب سجنه.. واستمرار حبسه في قضية اتهم فيها بإفشاء أسرار عسكرية.. ويحاكم في القضاء العسكري..

اسمه عمر محمد.. وكأنه من الممكن أن يكون ابني !!

(4) اسمه عبد الفتاح السيسي..

حين قلت له تسلم إيدك يا فندم علي قرارات العفو والمراجعة رد : تسلم ايديكم انتم..

حين قلت له هل سنستمر رد: أيوة.. ليه لأ كل فترة مانراجعش الحالات دي ونخرجها..

في حواره الأخير وعد بخروج دفعة جديدة.. مر كثير من الوقت ولم يخرج أحد..

نحن في الانتظار..

وعمر محمد أيضا