الجمهورية
منى نشأت
أغنيات من زمن فات

السيارات تكاد تتعرق كالأجساد. فالجو حار والشمس لا ترأف بأحد والشارع زحمة.. والوجوه مرهقة.. أدرت مؤشر راديو السيارة فوصل إلي أذني صوت عبدالحليم.. "أخذنا القمر لجزيرة أبعد م الخيال.. لا شافتها عين ولا مرت في بال".. الصوت الحالم والكلمات الحلوة أخذتني لتخيل شكل الجزيرة.. وحليم يكمل بي الرحلة.. "ابعد الخوف عن رموشك.. أوعي شيء في الكون يحوشك.. انسي كل الدنيا وقول باحبك" وهمست تلبية لنداء الأغنية.. باحبك.. غمرتني حالة سعادة كانت نتائجها غير مرضية.. فعن يميني ويساري ألقي كل جالس علي مقعد سيارته بكلام لم أسمعه لكن تعبيرات الوجوه تقول انهم كانوا يتربصون ويراقبون لايجلسون في حالهم فليس لهم حال يستدعي منهم التعايش معه.. لذلك فعيونهم علي غيرهم.. ومصيبتهم أن يجدوا الآخر سعيدا.. فيمطروه بالغضب واللعنات.. والجريمة انهم معطلون علي الطريق.. وعن الحياة فكيف تغني أنت وتقول.. باحبك.
سنين ومرت
حدث ذلك منذ أعوام لم أعد أعدها.. ومرت الذكريات كشريط أو باللغة الجديدة "سي دي" مليء بالأغنيات.
كانت عجلة القيادة في يدي وحليم يغني زي الهوا يا حبيبي وسرحت معه.. وفي عز الأمان.. ضاع مني الأمان واتاريني ماسك الهوا بايدي.. وآه م الهوي يا حبيبي.. لبسني الدور وتركت ما في اليد.. وصرت ماسكه الهوا.. هي لحظة غفلة أو نشوة لم تمتد كثيرا حتي أفقت علي خبطة سيارتي بتلك التي أمامها بالطبع ليس من الممكن ان أشرح أو أبرر بأني كنت ماسكه الهوا.
فعل أمر
ولن أصرح ماذا فعلت بي "وخدتني يا حبيبي ورحت طاير.. طاير" ولا أنسي أبدا وبقيت وانت معايا الدنيا ملك ايديه أأمر علي هوايا تقول أمرك يا عنيه ومن الجنون أن أصف وقتها بما أمرت.
مشكلة أن تكون من تلك الشخصيات التي تغيرها وتحولها وتقلب حالها كلمة.. وبيت شعر ورفة عود ونذنذة قوس يداعب كمان وهذه الأنماط معلقة بل مرهونة بأغنية حب أو علي الجانب الآخر.. هجر.. والأسوأ كراهية.
وكما للحب أغنياته "للكره" أيضا.. لطيفة تقول "غرامك مزيف.. ضميرك عدم.. هويتك عشقتك كرهتك نعم".
وسميرة سعيد تدعم.. واديني سبته وشوفت أهه ماحصلش حاجة.. أنا عارفه انه ماشي يقول عليه.. أنا واحدة شريرة وقوية ومفترية.. شايفين يا ناس الست دي عملت ايه فيا.. كذبك سمعاه من وأنا بعيدة.
أما لطيفة فتتمادي بالصوت العالي.. اللي يجيب لك سيرتي تقوله اسألني علي جديدك واللي يقولك طيب ايه بتطوح ايدك وكاني ماعملتش حاجة من واحد كان يوم ولا حاجة.. من حقك ماكتير كبرتك.. كبرتك علي سيدك.
وتبقي أجمل كلمات كتبت في رجل قضي علي مشاعر امرأة ما غنت أنغام "ولو انت خايف لما تسيبني.. ألاقي بعدك حد يصوني.. أنا ممكن اكتب لك تعهد. اني حعيش لوحدي باقي عمري.. بس أعيشه باحترام.
حتي آخر العمر
انها الكلمات التي أبكت انغام وهي تنطق بها.. فكم من كلمة تطير بك لتمسك سحابة أو تجلس عليها وتلهو معها وأخري "ترزعك" في الأرض.. وتصيبك في مقتلك.. قلبك.
تذكرت أغنيات وذكريات شباب.. وصبا.. ووصلت مع العمر لأن أفضل شريط أن تسمع آيات الله وقرآنه فلم يعد العمر يحتمل خبطة ولا طيران يعقبه.. وقعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف