الجمهورية
مؤمن ماجد
دوشة

أعترف انني عاشق للهدوء ومن الد اعداء الضوضاء ولذلك أعيش في عذاب دائم بعد أن تحولت القاهرة إلي واحدة من أكثر 10 مدن في العالم في نسبة التلوث السمعي.
الضوضاء في مصر لم تعد ظاهرة وانما أسلوب حياة سواء في الشوارع أو المساجد أو الأفراح أو المياتم أو المقاهي.. أو حتي في الكلام العادي بين الأشخاص الطبيعيين.
كلاكسات السيارات في مصر ليس لها مثيل في العالم.. حتي عندما تكون إشارة المرور حمراء تسمع "الكلاكس" من خلفك ومن جنبك ولا تدري سبباً لذلك.. الميكروباصات يسلي سائقوها أوقات فراغهم بالعزف علي الكلاكس.. والتفاهم بين الأصدقاء وتبادل التحية بالعزف علي "الكلاكس".
في الأفراح تجد الجميع في حالة صمت لأن الـ "دي.جي" لا يجعل أحداً يسمع الآخر.. صوت الأغاني يصم الآذان ولا أحد يستمتع ولكن هي العادة وكلما كان الصوت أعلي كان الفرح أجمل.
في المآتم يتمني الحضور أن ينتهي "الربع" لأن صوت السماعات يصم الآذان ويجعلك لا تستمتع بآيات القرآن الكريم ولا بصوت الشيخ وتنتظر اللحظة التي يختم فيها حتي تخرج من هذا الإزعاج.
في المساجد يصمم المؤذن علي رفع درجة الصوت لأعلي درجة ويحرص الخطيب علي أن "يزعق" بأعلي صوته وكأن أحداً لن يفهم الخطبة إلا إذا كان الزعيق والصراخ السمة الأساسية.
في المقاهي وحتي في الحوارات بين الأشخاص الطبيعيين أصبح الصوت العالي هو الأساس وكأن الناس في خناقة وليس في مناقشة عادية.
المشكلة إن الصوت العالي يرهق الأعصاب ويرفع ضغط الدم ويجعل التفاهم شبه مستحيل فاننا جميعاً نستسلم للأمر الواقع ونقبل أن نعيش في هذه الدوشة والإزعاج الدائم.
تحذير جاء من الأمم المتحدة أن معدل التلوث السمعي المقبول عالمياً 55 ديسيبل "مقياس الضوضاء" وأنه تخطي في القاهرة 95 ديسيبل مما جعل القاهرة واحدة من أكثر مدن العالم إزعاجاً والمصيبة أن الإزعاج لم يعد قاصراً علي العاصمة وانما امتد إلي كل مدن مصر وأصبح أسلوب حياة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف