اللواء د. محسن الفحام
تصدير الأزمات.. وإثارة الفتن
في البداية لابد أن نعترف بأن هناك أزمات اقتصادية متعددة تمر بها البلاد.. فهذا الاعتراف سوف يجعلنا نتطرق بكل شجاعة إلي أسبابها وأهدافها وكيفية التعامل معها.. فكما تعلمنا في إدارة الأزمات هناك علامات دائماً ما تشير إلي احتمالية وقوع مشاكل أو صعوبات أو أزمات معينة في مجال ما.. ومما لا شك فيه فإن السنوات الثلاث التي جاءت بعد ثورة يناير 2011 وسيطرة الإخوان علي الأحداث وتوجيهها إلي أن تم استيلاؤهم علي الحكم ومحاولاتهم المستميتة للسيطرة علي مفاصل الدولة حتي ولو كان ذلك علي حساب الشعب ومصلحته حيث تفشي الغلاء وانقطعت الكهرباء والمياه والوقود.
وعندما نجح الشعب والجيش في إقصائهم زادت عملياتهم الإرهابية والتخريبية فتوقفت السياحة وزادت البطالة.. بل وقاموا بإثارة حالة من الرعب والخوف علي مستقبل الاستثمارات والمستثمرين العرب والأجانب في البلاد.. الأمر الذي جعل العديد منهم يسحب استثماراته أو يوقف نشاطاته تحسباً من ضياع أمواله.. كما نجحت أبواق تلك الجماعة في الخارج من إفشال العديد من الاتفاقيات التي أقرتها الدولة مع بعض الشركات العالمية المتخصصة في مجالات مختلفة.
وفي هذه الإجواء المتشابكة تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي إدارة شئون البلاد ــ والتي قال عنها إنها كانت شبه دولة ــ ومع ذلك فقد جاهد واجتهد في قيادة سفينة الوطن قدر ما يستطيع.. نعم كانت هناك عثرات متعددة ولكن أيضا كانت هناك ايجابيات كثيرة.. إلا أن قوي الظلام كانت تأبي إلا أن تروج لتلك العثرات المصطنعة والتي كان لهم بلا شك اليد الطولي لوقوعها والتي كان من بينها مؤخراً تسريبات امتحانات الثانوية العامة وأزمة الدولار ونقص مياه الشرب ومأساة الفتن الطائفية التي تتجدد كلما شهدت الدولة انفراجاً في الأوضاع الداخلية أو العلاقات الخارجية.
تعلم الأجهزة الأمنية أن العديد من شركات الصرافة يسيطرعليها ولو من الباطن كوادر من جماعات الشر والدليل علي ذلك أنه عندما تم الضرب بيد من حديد علي تلك الشركات بدأ سعر الدولار في الهبوط في أقل من 24 ساعة.. أيضا فإن هناك من يحاول تسميم الاجواء داخل البلاد عن قصد سواء كانت تنظيمات ارهابية أو جماعات سياسية ترتدي ثوب المعارضة وتسعي إلي نشر الاحباط والخوف بين البسطاء.. ونحن نعتقد أن الشعب قد عرف حقيقتهم ولم ينس كيف كان البلد غارقاً في الظلام والفشل والتفجيرات والتهديدات التي طالت حياة المئات من الأبرياء وحصار المحاكم ومدينة الانتاج الإعلامي وعرض بيع أو تأجير قناة السويس لإحدي دول الخليج المعروف عداؤها لمصر.. ولن نجد هؤلاء بطبيعة الحال يشيرون ولو من بعيد لشبكات الطرق وافتتاحات المصانع ومحاولات استعادة السياحة والاهم من ذلك كله عودة الشعور بالأمن والاطمئنان في بلد فقد فيه هذا الاحساس طوال ثلاثة أعوام كاملة.