المساء
سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. الزمالك لا يعيش له مدربون.. لماذا؟
قد يغضب هذا المقال المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك والذي أعلم جيداً مدي عشقه لهذا الكيان وحماسته ان يكون في الصدارة دائماً.. إلا أن السيناريوهات المتكررة مع الأجهزة الفنية للفريق الأول لكرة القدم تعطي نتائج مؤكدة بأن هناك ارتباكاً شديداً في إدارة الكرة بالزمالك حتي ان الغريب قد يتصور ان الإدارة التي حققت بطولتي الدوري وكأس مصر في الموسم الماضي لا يمكن ان تكون هي نفس الإدارة الحالية التي بدلت سبعة مديرين فنيين علي الفريق في موسم واحد.. وجميعهم خرجوا ناقمين علي هذه الإدارة بشكل أو بآخر. ولم يخرجوا بسلام بمن فيهم محمد حلمي الذي أقيل مرتين قبل الاستقالة الأخيرة في جنوب افريقيا.. والتي لا أظن أبداًپأنها استقالة لأنه لا يوجد مدرب يستقيل وهو خارج الوطن مع فريقه.
عشق المستشار مرتضي منصور للكيان الأبيض والنجاح المستمر جعله يظن أنه لا أحد غيره يحب نادي الزمالك ويعمل باخلاص من أجل نهضته لذلك فقد اختل هذا الموسم ميزان حماسته وتقديره للأمور بدليل انه لم يهتد إلي قرار صحيح في كل قراراته الخاصة بالفريق الأول.. وهذا هو الخلل فهو الذي اختار ميدو ثم أقاله وهو الذي وافق علي قدوم باكيتا وميتشكو وماكليش وطلع فيهم بعد التعاقد معهم كل العبر السيئة قبل ان يقيلهم.. وهو الذي فضل المدرب محمد حلمي علي كل أبناء الزمالك وأقاله مرتين ثم قبل استقالته في الثالثة والثالثة تابتة.
فهو الذي يختار وهو أيضاًپالذي يقيل حتي لو أخذ شرعية مجلس الإدارة في الاختيار أو الإقالة أو قبول الاستقالة.. فما هي معايير الاختيار لأي مدرب؟ وكيف اكتشف انه لا ينفع مع أول تعادل أو خسارة؟ لقد بات مفهوماً لدي كل المدربين المصريين أوپالأجانب انه يوجد "مسرور السياف" جاهز بسيفه للإطاحة برأس الزبون مع إشارة سيده إذا ما غضب لخسارة أو تعادل.. وهذا السياف مثل العفريت لا يظهر إلا عندما يطلب منه سيده ذلك والذي يكون في حالة انفعالية وغاضبية شديدة جداً.. والبركة في الفضائيات الجاهزة لكل المصائب لتنقلها في التو واللحظة مستغلين تلك الحماسة الفائقة عند رئيس نادي الزمالك حتي ان أربعة من المدربين الستة الذين تمت إقالتهم كان ذلك بعد صافرة النهاية وقبل ان يخرج المدرب من الملعب.. فتم الإقالة فوراً وعلي الهواء مباشرة دون لحظة للهدوء والتفكير السليم.. وكانت أول إقالة فضائية لحسام وإبراهيم حسن الموسم الماضي وتكرر هذا الموسم مع ميدو وحازم إمام ومع بيتشكو ومحمد حلمي أما ماكليش فأخذ بعض الوقت لأنه كان في عقده شرط جزائي يحتاج للتفاوض لذلك أجلسوه يتفرج علي تدريب الفريق بقيادة محمد حلمي فاضطر الرجل لقبول التفاوض وعدم الاستمرار في تلقي الإهانة.
والآن جاء الدور علي المدرب السابع مؤمن سليمان الذي ترك فريقه الأسيوطي الذي يلعب في القسم الثاني وقبل ان يضع نفسه في خدمة الزمالك.. وهذا قرار جريء من المدرب لأنه ـ بلا شك ـ يدرك المخاطر التي يمكن ان تضرب علي رأسه إذا خسر أولي مبارياته أمام الإسماعيلي والتي تعني خسارة الزمالك للقبه في كأس مصر.. ولا يدري أحد ماذا ستكون العواقب.. وهو قرار جريء أيضاً من إدارة الزمالك بأن تسند الفريق الكبير إلي مدرب لم يسبق له العمل في القسم الأول كمدير فني وان كنت أتمني له النجاح والتوفيق وان يجد كل المساندة من إدارة الزمالك حتي يأتيه المدير الفني الأجنبي المزعوم.. والذي لا أظن انه سيأتي للأسباب سابقة الذكر إلا إذا وضع شرط جزائي رهيب ضد مسلسل الإقالة.. بعد ان ترسخ لأصحاب المهنة.. أن الزمالك لا يعيش له مدربون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف