المساء
شوقى الشرقاوى
أوراق .. الطبقية الجديدة!!
جلسنا نفضفض لبعض من ضغط متطلبات الحياة وارتفاع الأسعار الذي لا رابط ولا ضابط له.. قال أحدنا وهو أستاذ جامعة مرموق بإحدي الكليات النظرية: أخشي ما أخشاه علي هذا البلد مهن الطبقية الجديدة التي أصبحت تنتشر وتتفرع وتستفحل في مجالات عديدة خاصة مجال تعليم الطب البشري والأسنان والعلاج الطبيعي والصيدلة والمعمار.. لدرجة أن بصماتها أصبحت واضحة تماماً فيها.
قاطعته متسائلا: ماذا تقصد بالطبقية الجديدة؟!
قال: هذه الطبقية التي تسيطر وتدمر الحياة الاجتماعية في البلاد.. من منا لم يذهب إلي عيادات الأطباء والمستشفيات الخاصة ومعامل التحاليل ومراكز الأشعة وغيرها ولم يكتو بنار جهل معظمهم لأنهم دخلوا المجال بفلوسهم وليس بعلمهم واقتحموا مجال العمل بأموالهم أيضاً.. ومن منا لم يقف للحظة مندهشا من أسعار الشقق والفيلات والشاليهات في المصايف.. لدرجة أن غالبية شواطئ الساحل الشمالي - إن لم تكن كلها - أصبحت ملكاً وحكراً لهذا الطبقية الجديدة.. وممنوعة علي البسطاء الغلابة من هذا الشعب الذي يعيشون بالستر وعلي الستر.
هنا انتفض صديقنا الثاني وهو مدرس علوم بإحدي المدارس التجريبية التي غيرت الوزارة مسماها إلي المدارس الرسمية للغات موضحا أنه ظل لشهور طويلة يعاني ولايزال يعاني حتي اليوم من خطأ ارتكبه طبيب أسنان بإحدي العيادات الخاصة من خريجي الجامعات الخاصة الذين يسيطرون علي بعض هذه العيادات بتشجيع من أصحابها لأنهم الأرخص سعراً.. بل أن بعضهم يعمل بدون مقابل من أجل اكتساب الخبرة تمهيداً لافتتاح عيادة خاصة به.. وهذا الخطأ عبارة عن "جيب" كما يطلقون عليه في هذه المهنة وهو التهاب مزمن ومؤلم ولا علاج له إلا بعملية جراحية وهي نوع جديد من التجارة علي المرضي.
تدخل صديق ثالث وهو علي المعاش وقال: بمناسبة الجامعات الخاصة فهي حقاً تمثل طبقية جديدة داخل البلاد.. تصوروا.. ذهبت إلي إحدي هذه الجامعات بمدينة السادس من اكتوبر للاستفسار عن كيفية تقديم أوراق ابنتي الحاصلة علي مجموع 94% علمي علوم لكلية الصيدلة.. فكانت الصدمة الكبري بأن الرسوم الدراسية حوالي خمسين ألف جنيه ليست في السنة كلها ولكن في التيرم الواحد بجانب مبلغ يدفع مرة واحدة بالاسترليني بخلاف المصروفات الأخري.. وبصراحة تحسرت علي نفسي وعلي أمثالي ممن لا يمتلكون سوي وقت يومهم ويعيشون بالستر.. وتساءلت: هل بالمال تستطيع شراء أعلي الشهادات؟!
قلت له: هون عليك يا صديقي.. الحياة ليست بشهادات الطب والصيدلة.. ولكنها بالفرص الشريفة والاخلاص لله سبحانه وتعالي.
سألني: وأين هذه الفرص.. وهل أمامك عمل لخريجين غير الطب والصيدلة والعلاج الطبيعي؟!
ہہ كلمة هامة:
انتباه أيها السادة.. المجتمع المصري يتعرض لطبقية من نوع خاص.. انقذوا البسطاء بالعدل والمساواة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف