المساء
فتحى حبيب
اللهم بلغت الحياة .. "بمبي بمبي" !!
لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك مشكلات كالجبال الراسخات تجثم علي صدور المواطنين البسطاء والغلابة حتي اختنقوا وفرفروا وكادوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة.. فالأسعار نار تحرق جيوب المواطنين بل كل ما يرتدون من ملابس حتي أصبحوا "بلابيص" لا حول لهم ولا قوة.. وهو ما انعكس علي المزاج العام في البيوت فأصبح "زي الزفت".. ثم تسألون عن سبب ارتفاع حالات الطلاق..!! تصوروا رب أسرة فقد القدرة علي الوفاء ـ لا أقول باحتياجات أسرته ـ ولكن بأقل القليل كيف ستكون حياته؟! بالطبع خناقات للسماء تنتهي بمشاحنات تصل لحد الطلاق بل الجرائم.
مواطن محدود الدخل وآخر بلا دخل "مطحون" لسان حالهما: "أصبحنا نسف التراب".. كلمات لو أيقنها بعض كبار التجار الذين يحبسون السلع وساهموا باحتكارهم وجشعهم في الارتفاعات الرهيبة في الأسعار لشابت رءوسهم واستيقظت ضمائرهم التي ماتت ـ وأظنها بلا رجعة ـ طالما تركت لهم الحكومة الحبل علي الغارب يفعلون ما يشاءون.. وطالما وجدوا من يوفر لهم الحماية بعيدًا عن الحساب وإنزال أقسي العقاب بهم.
الارتفاعات الرهيبة في الأسعار تتفاقم ومعها يتزايد غضب وحنق المواطنين.. والمنافذ الثابتة والمتنقلة للسلع لا تصل لكافة المناطق خاصة القري والعشوائيات الأكثر احتياجًا.. وتصريحات المتحدثين باسم الوزارات خاصة الزراعة تدعو للضحك والبكاء في آن واحد.. المتحدث باسم وزارة الزراعة بارع في تصوير المشهد باللون الوردي وأن الحياة لونها "بمبي.. بمبي" وأن كل شيء تمام.. والمواطنون شبعوا وملوا من أكل اللحوم والأرز والخضراوات.. في ظل توافرها وأسعارها الزهيدة.. يطل علينا الرجل من خلال الفضائيات ـ وحدث ولا حرج ـ نافيًا وجود أزمة في أي شيء أو ارتفاع أسعار الأرز واللحوم.. يجيد التلاعب بالألفاظ وخلط الأوراق وينقض علي متحدثه كالفريسة.. يزعم أنه يفهم في كل شيء وأنه درس "طب" ـ ولا أعرف ما علاقة الطب بالزراعة ـ إلا إذا كان طب بيطري!! لم يرحم أنات وصرخات أب مكلوم مات نجله بمرض السرطان اللعين.. استكثر علي الأب الحزين أن يُبدي رأيه صراحة في سرطنة الخضراوات والفواكه وأنها سبب انتشار المرض الخبيث ووفاة ابنه.. هاجمه بعنف وصل إلي حد التعالي والإزدراء.. زاعمًا أنه لا يفهم أبعاد انتشار المرض وأخذ يسرد في أسباب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ومجافية تمامًا للحقيقة التي أقر بها الأطباء والخبراء بأن سرطنة المأكولات وراء تفاقم المرض اللعين بالإضافة إلي مصانع بير السلم والمافيا التي تنتج الأسمدة وأدوية الرش والتخصيب المغشوشة.. وبالطبع الرجل صادق فهو لا يأكل من أكلنا ولا يشرب من شربنا!!
والمتحدث يسير علي خطي مسئولين كثيرين أدمنوا التلاعب بمشاعر المواطنين والدفاع عن الوزارات والأماكن التي يعملون بها حتي صاروا عبئاً كبيراً علي الحكومة يسهم في عرقلة جهود الدولة الحقيقية للنهوض بمعيشة المواطن.. وهو بتصريحاته الوردية يسير علي خطي وزير التموين الذي مازال يدافع عن مافيا القمح ويعترف علي استحياء بأن الفساد في المنظومة لا يتعدي 4%.. وأعاود وأكرر لا أعرف لمصلحة من يدافع الوزير عن اللصوص والحرامية بدلاً من إبلاغ النائب العام عنهم؟!
الوزير ورط الدولة في أزمة الأرز لصالح تجار بعينهم وظل يزعم توافره واستيراد كميات لسد احتياجات السوق وفي النهاية فرض الكبار كلمتهم وسطوتهم وأسعارهم علي المواطن البائس ولم يصبح الأرز ـ كما كان ـ طبقًا رئيسيًا علي مائدة المصريين البسطاء إذا استثنينا موائد الكبار التي لا تعترف بالأرز في ظل ما لذ وطاب من أصناف اللحوم والطيور والأسماك والمشهيات التي نراها علي موائدهم فقط في المسلسلات والأفلام.
يا سادة إنكم بأفعالكم ونهجكم الخاطئ في الإدارة وحل أزمات الجماهير تحولتم إلي عبء علي الدولة والرئيس.. بل وقود لمعركة الإخوان الإرهابيين مع الدولة..
لكن في المقابل لدينا قيادات مخلصة تعمل لصالح الوطن والمواطن.. وقد بعث الرئيس برسالة طمأنة.. مؤكداً أن الحكومة لا يمكن أن تتخذ قراراً ضد أهلها.. وأنه لن يسمح بأعباء جديدة علي محدودي الدخل.. وأن تجار الدولار سيتوافدون قريباً علي البنوك لاستبداله بالجنيه.
ساظل دائما ـ والملايين غيري ـ متفائلين بازدهار الدولة المصرية طالما كانت بقيادة الرئيس السيسي.. فقط نريد وزراء ومحافظين ومتحدثين بأسمائهم علي مستوي المسئولية والمرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.. مسئولين يعملون بجد واجتهاد علي غرار قواتنا المسلحة الباسلة.. آه لو استطعنا استنساخ ألف شخص من اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة لأصبحت مصر في غضون 5 سنوات قوة عظمي بلا مبالغة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف