الجمهورية
محمد نور الدين
"العجلة" .. بطيئة جداً..!!
تباطأت مسيرة الحكومة وثقلت خطواتها.. استهلكت وقتاً طويلاً في جدل عقيم وحوار مهدر.. استنزفت جهودها في دراسات ومداولات لا تسمن ولا تغني.. ومن ثم جاء رصيدها من الانجازات أقل من المطلوب والمراد..وهبطت أرقام نجاحاتها إلي معدلات غير مرضية!!
لم تنل حتي الآن رضا المواطن البسيط.. الذي مازال لديه الأمل أن يسري النشاط والهمة في أوصال الحكومة.. وتهب للوفاء بوعودها وتعهداتها القاطعة.. لكن المقومات تؤكد أن لديها الاصرار والعزم علي المضي قدماً في سياسة التمهل "والأقوال بلا أفعال".. الأمر الذي يعرضها دوماً لانتقاد الخبراء والمتخصصين..وهجوم المخالفين والمعارضين.. وتجريح النخبة المتربصة والنشطاء المغرضين..ومن قبلهم بالطبع.. غضب "الكادحين"..!!
وعدت بتشغيل المصانع المتوقفة ومعاونة الشركات المتعثرة.. لكن دون جدوي.. فقد ظلت الآلات صامتة.. لينحدر معدل الانتاج. وترتفع صرخات العاملين من آلام البطالة ونقص الأجور والحوافز.!!
تعهدت بدفع عجلة الاستثمار..وإصدار قانون موحد يوفر وقت وجهد الراغبين في دعم الاقتصاد المصري.. ويهييء مناخاً جاذباً لرءوس الأموال..إلا أن الأيام والشهور مرت بينما القانون حبيس الأدراج..!!
اشتعلت المعارك والصراعات علي الساحة الرياضية.. لغياب قانون حازم.. يفصل بين الحق والباطل.. ويحدد الحقوق والواجبات.. وكلما تأخر إصدار القانون..فمن الطبيعي أن تشتد المعارك بين الأندية والاتحادات.. ويقتحم المشاغبون الملاعب والاستادات.. ويتحكم سيادة الوزير في تعيين هذا.. والإطاحة بذاك وفقا لهواه ومزاجه الشخصي..!!
ارتفعت الأسعار لغياب الرقابة والمحاسبة.. استيقظت الفتنة الطائفية لعدم صدور قانون بناء دور العبادة.. احتدمت مشاكل أفراد الشرطة لتأخر التعديلات المطلوبة لقانون هيئة الشرطة.. اختلت موازين العدالة في ظل بقاء قانون الاجراءات الجنائية علي حاله..كل هذا يحدث أمام أعين الحكومة دون أن يتحرك لها ساكن أو تحاول العمل بخطوات حثية تخفض من وطأة الأمر القائم..!!
إلي متي هذا المنوال.. وتلك الخطوات البطيئة؟!.. ولماذا لا تحاول الحكومة الاقتداء والارتقاء إلي فكر ونهج الرئيس في الإدارة والقيادة!!.. ألا تدرك أن حجم التحديات وشراسة المواجهات تتطلب عملا دءوبا.. وسعياً متواصلا.. وانجازاً سريعاً؟!
لقد فاض الكيل بالمواطن البسيط..وتسرب صبره. واهتزت مثابرته..وبات في أمس الحاجة إلي أن تنتفض الحكومة .. وتطيح بآفات البطء والتثاقل.. وتسعي للوفاء بوعودها والالتزام بتعهداتها.. وتسرع من عجلة الانتاج والانجاز.. وتحقق آمال وتطلعات كافة أبناء الوطن..والأهم التخفيف عن كاهل البسطاء والكادحين..الذين اكتست وجوههم بأشد "قسمات الغضب"..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف