الأزمات المتتالية التي عاشتها مصر في السنوات العجاف أدت الي توغل مراكز القوي والباحثين عن المصالح الشخصية وجميعهم يتوغلون داخل منظومة الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة وبمساندة من اباطرة الفساد العالمي وفي مقدمتها الفيفا بقيادة بلاتر ولفترات طويلة.
ورغم نجاح بلاتر في اعتلاء الاتحاد الدولي الا ان هذا النجاح لم يشفع له في مواصلة عطائه نحو الفساد العالمي وتكوين عصابات كروية للاتحادات الاقليمية.
هؤلاء ارتكبوا العديد من الجرائم كان لها مردود كبير داخل الجبلاية وتولي أمرها إما فاسد أو جاهل.
اصدقكم القول ان الجبلاية ودعها نخبة من العظماء وكبار الشخصيات قبل انقضاء تسعينيات القرن الماضي بعد انطفاء نجومية تلك النخبة والذين توافدوا علي شارع الجبلاية الشهير بحي الزمالك بداية من محمد حيدر باشا والمشير عبدالحكيم عامر والنائب محمد أحمد وعبدالعزيز عبدالله سالم وحسن عبدون ويوسف الدهشوري حرب.
وحتي الذين تولوا الجبلاية لفترات محدودة كان لهم تأثير كبير امثال العميد ابراهيم الجويني والزميل عصام عبدالمنعم ومصطفي علواني لمدة عام والمهندس محمد حسن حلمي لمدة 7 شهور واللواء فاروق ابوالعز لمدة 4 شهور فقط.
هؤلاء النخبة كانوا يعملون بكل صدق لمفهوم العمل العام ولا احد منهم يمتلك اياً من ادوات التقصي او البحث عن الواجهة الاجتماعية او التربح غير المشروع.
ومع ابتعاد هؤلاء جميعا سواء ممن قضي نحبه او من ينتظر فقد اختاروا الحفاظ علي تاريخهم الناصع حتي لايلوث بهذا الزمن العجيب وتركوا الساحة تماما امام الباحثين عن الشهرة الزائفة والذين ليست لهم اي نجومية حقيقية او عمل آخر يعرفه رجل الشارع الرياضي وحلت علينا فئة لم يمارسوا كرة القدم وفرضوا سطوتهم علي هذا الاتحاد بطرق غير مشروعة واستغلوا كرة القدم للاتجار بسمعتها الافريقية والعربية.
المؤسف ان هناك أسماء بعينها حلت علينا داخل الجبلاية لم نسمع عنهم ولايعرفون الفارق بين كرة القدم والبطيخة ويشغلون مناصب مهمة كان يديرها عظماء كرة القدم مهندسو الادارة واستغل هؤلاء نفوذهم اسوأ استغلال داخل الجبلاية والقادم أسوأ.
لقد تحكمت الجمعية العمومية ومازالت في اختيار اشخاص ليس لهم اي علاقة بكرة القدم حتي يضمن كل عضو في الجمعية العمومية منصبا سواء داخل المناطق او لجان المسابقات او مراقبة المباريات ويتربحون من وراء المناصب الزائفة آلاف الجنيهات ليبتلي بهم الشارع الكروي وبأفعالهم المشبوهة.
ولأن الفاسد لايأتي الا بفاسد مثله عملا بما قالته جدتي "الطيور علي اشكالها تقع".
ومع هذا الفساد المستشري نجحت تلك الفئة في تزييف كل الحقائق بل انها قدمت معلومات مغلوطة للجنة الاولمبية الدولية والفيفا والاتحادات الاخري مدعين بأن هناك تدخل حكوميا.
ولأن الدولة كانت في العهد البائد لاتمتلك اي ادوات لملاحقة المفسدين والمنتفعين بالاتصال بالخارج في كل كبيرة وصغيرة لدرجة ان وزارة الشباب والرياضة رفعت ايديها بعدم اتخاذ اي قرار ضد اي اتحاد مهما فعل من كوارث مرة بحجة اللجنة الثلاثية ومرة بالتدخل الحكومي.
ياسادة ان علاج تلك القضية ابسط مما يتخيله البعض من اجل القضاء علي تلك العصابات بأن يتولي هذا الملف خارج مصر وزارة الخارجية ووزيرها المشهود له بالكفاءة بالاتصال بالاتحادات الدولية واللجنة الاولمبية لتوضيح الامور التي يستغلها البعض وان تقوم وزارة الخارجية بارسال ممثلين للاجتماع بما ذكرته لتنقل لهم الصورة الحقيقية لتلك الفئة عملا بما قامت به الوزارة إبان ثورة 30 يونيو المجيدة لتوضيح الامور امام العالم ونجحت وزارة الخارجية بدرجة امتياز في عودة مصر لمكانتها الدولية.
اذا تحقق ذلك نستطيع ان نقول ان مصر نجحت في القضاء علي الفساد في الوسط الرياضي واذا تقاعست فلا ننتظر مستقبلا مشرقا في مصر الجديدة والدور الآخر والذي لايقل أهمية تغيير جذري في نظام الانتخابات والذي سبق وتحدثت عنه فسوف يبقي الحال علي ماهو عليه وتكون وزارة الشباب والرياضة ليس بها رجل واحد رشيد!! وللحديث بقية.