لن يكون هناك حلول حقيقية لمشكلة الدولار إلا بالتنمية الاقتصادية. ذلك أن الحلول الوقتية التي تتمثل في طرح مبالغ دولارية ضخمة بالأسواق. ليست حلاً مثالياً إنما حل مؤقت. ما ان تفرغ الدولارات المطروحة من الأسواق. إلا وتعود الأزمة مرة أخري. ومن ثم لابد من حلول جذرية نهائية. تقضي علي الأزمة. وتنقذ الاقتصاد المصري.. هذا الحل هو التنمية الاقتصادية في الصناعة. في الزراعة. في السياحة.. صحيح هذا الحل سوف يستغرق وقتاً حتي يشعر بالتخلص من أزمة الدولار. إلا أن المشكلة تتناقص. حتي تمحي تماماً. وتصبح بلداً تعود إليه الروح العاملة.. طالما هناك مستهلكون لا ينتجون. ومستوردون غير مهتمين بعناصر الصناعة. والزراعة. ومادمنا نستنزف رصيد العملات الصعبة. في شراء ياميش رمضان وفوانيسه ونستجلب من الخارج الملابس والأنسجة. فإنه لن يعيش لنا دولار في خزينة الدولة.
عجيب أمر هذا البلد. يخلق الناس فيه مشكلات وعوائق ويطلبون من الدولة حلها.. يتكالب المستوردون علي شراء لعب الأطفال وأشياء أخري لمجتمع يعاني أزمة الطعام. وأزمة السكن. وأزمة التعليم والصحة.
إذا حدثت أحداً في أمر من الأمور المعيشية. أو أثرت اسم نوع من المستلزمات المنزلية. انبري مدافعاً عن النوع المستورد منه. وأثني عليه. وذكرها بخير. دون أن يشجع ولو بكلمة الإنتاج المحلي ان وجد منه.
سيقول بعض الناس ان الاتجاه نحو التصنيع واستيراد أدواته ومحاولة النهوض بالزراعة. واستغلال إنتاجها المحسن والمطور في التصدير سوف يستغرق وقتا أطول نعم. ولكن من قال إن بناء شامخاً يتحدي الزمان. يقوم دون أساس قوي. وان من يسعي لبناء عقول علمية لابد أن يبدأ في نهضة تعليمية منذ الخطوات الأولي في التعليم. والمضي بالنجاح في طريقة ليس سهلاً. ولا قصيرا والأهم هو البداية التي توصلنا ــ إن شاء الله ــ إلي قمة النهوض وسماء المنافسة. وكما قال الصينيون: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
والمهمة الآن ملقاة علي عاتق رجال الأعمال. إذا كان لديهم ذرة من حب لهذا البلد. فبدلاً من الاتجاه إلي الاستثمار العقاري وبناء المساكن التي لا يقدر عليها إلا من كان مثلهم. وبدلاً من استيراد الرفاهيات. فيتجهون إلي التصنيع الذي سوف يعود عليهم بأرباح وفيرة ترضيهم. وتوفر فرص عمل لملايين الشباب الذي تمتلئ بهم الكافيهات وأرصفة الشوارع. كما سيوفر عملات دولارية لشراء متطلبات الإنتاج. وبذلك نعيد روح طلعت حرب الذي عمل علي إنشاء نهضة صناعية ناجحة لإخلاصه لمصريته بجانب كل ذلك نشجع السياحة وتطوير العمل فيها بإغراء السياح لزيارة مصر بتوفير فنادق راقية بأسعار معقولة. وطرح برامج ترفيهية للسياح. واغرائهم بالسفر إلي مصر يتمتعون بجوها ومشاهدة آثارها.
إذا تيسر ذلك كله سوف يشجع المصريين بالخارج لتحويل ما لديهم من أموال دولارية أو غيرها إلي مصر طمعاً في الاستقرار وتحصيل أكبر قدر من الربح.