أحظ الله وزير التموين خالد حنفي. رجل ظريف فعلاً وابن نكتة. أغلب وزراء مصر ظرفاء عصرهم. استثني وزير التربية والتعليم شربيني هلالي فهو حالة خاصة جدا ومتجاوز لأي تصنيف. صنف تعجز لغات العالم مجتمعة عن الإطاحة به والتعبير عنه ووصفه.
وزير التموين علق علي قضية توريدات القمح الوهمية بقوله: "حد راح الفرن مالقاش عيش" إجابة لولبية ساحقة ماحقة لا تصد ولا ترد.
ميزة وزراء مصر أن دمهم خفيف وبديهيتهم حاضرة. يستطيع الواحد منهم أن يذهب بك إلي البحر وتعود عطشان. تسأله مثلا عن غلاء الأسعار فيحدثك عن ترشيح مصر لمشيرة خطاب لرئاسة اليونسكو تحدثه عن العشوائيات فيحدثك عن احتراف رمضان صبحي في انجلترا.
المفترض أن التوريدات الوهمية للقمح شيء. وتوفير رغيف الخبز في الفرن شيء آخر. لدينا قمح فعلا سواء زرعناه أو استوردناه. لكننا نتحدث عن وقائع محددة وواضحة وهي التوريدات الوهمية التي بالمليارات.. فهل وجود رغيف الخبز في الفرن يعني أن حكاية التوريدات الوهمية مفتعلة وغير حقيقية ومجرد مكيدة دبرها أعضاء البرلمان الذين يريدون ان يفتحوا أفرانا لخبز العيش أو شونا لتخزين القمح.. ما الذي يريد الوزير توصيله بالضبط؟
هل يقول للناس احمدوا ربنا ان رغيف العيش موجود ولا تشغلوا بالكم بفساد التوريدات.. يعني كله ياكل عيش وخلاص.. ما دمت تجد رغيف العيش في الفرن يبقي سيب غيرك يسترزق يا أخي.
لا يدرك وزراء مصر قيمة وأهمية المنصب الذي يتولونه والذي يفرض عليهم ان يتحدثوا بحسابات دقيقة جدا. اعتقد أن الوزير حنفي يحاول أن يضبط كلامه. لكن ماذا تفعل في عقله الباطن الذي يقول "انتوا زعلانين ليه.. كلوا عيش من الفرن وسيبوا غيركم ياكل عيش من الشون".
الملافظ سعد. لكن الوزير يقول: "لو صدقنا إن المسألة فساد في فساد فلن نجد خبزا في الأفران "إذن لا فساد في توريدات القمح بالمليارات. وعلينا أن نطالب بمحاكمة أعضاء لجنة تقصي الحقائق لأنهم أحدثوا بلبلة في الشارع وأذاعوا اخبارا كاذبة عن فساد غير موجود اصلا.. أليس الخبز في الأفران.. أين الفساد إذن؟".
ليس جديدا علي مصر أن تعاقب كل من يكشف فسادا ولا تستبعد ان تفعلها.. أم أنك نسيت أخي المواطن.. انتظر معاقبة أعضاء اللجنة والتنكيل بهم وبأبنائهم أيضا.. أليس الخبز في الافران؟!!!!!