الجمهورية
لويس جرجس
"اعشق قمر واسرق جمل"
"إن عشقت اعشق قمر وان سرقت اسرق جمل" مثل شعبي عبقري يعكس مخزون خبرات تاريخية طويلة للشعب المصري مع مختلف أنظمة الحكم التي مرت عليه علي مدي آلاف السنين عجزت كلها ـ فيما عدا استثناءات تاريخية محدودة ـ عن تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع ومنع التمييز بينهم علي أساس المهنة أو المكانة الاجتماعية.
عرف الشعب بالتجربة ان سارق الجمل لا يتساوي بأي حال مع من يسرق رغيف خبز يسد به جوعه. الأول يعامل معاملة خاصة أثناء ضبطه واستجوابه والتحقيق معه وحتي عند محاكمته تحفظ له مكانته الاجتماعية "المرموقة" فلا يهان أو يتعرض لما يتعرض له غيره من المتهمين بالسرقة من مضايقات ونظرات ازدراء.
بينما من يسرق رغيف خبز يتعرض للإهانة أثناء القبض عليه وتلاحقه نظرات الازدراء والاستنكار جراء فعلته الشنعاء التي لا تغتفر قبل أن ينال عقابه الصارم الذي يردعه عن مجرد التفكير في تكرار السرقة. هذه الفعلة المستهجنة من المجتمع كله حكومة وشعباً.
الأول يمكن التفاوض معه علي إعادة الجمل و"يا دار ما دخلك شر" فقد عاد الجمل إلي أصحابه وعليهم قبوله بنفس راضية حتي لو عاد بدون ما حمل وعاد "السارق" شريفاً بلا ماض يخجل منه وعادت إليه أهليته ليكون مواطناً صالحاً يعيش عيشته العادية بين أقرانه دون تجريس بتهمة أو جريمة ارتكبها في حق المجتمع.
أما الثاني فلا أقل من أن ينال أقصي عقوبة لسرقة الخبز. تلك الجريمة التي لا يمكن التساهل معها لأنها تهدد أمن واستقرار المجتمع وتشجع غيره من ضعيفي النفوس علي اقتراف جرائم مشابهة فتنتشر السرقة ويعم الفساد وتضيع هيبة الحكومة ولذلك يجب أن يلاحق هذا المجرم بالعار حتي مماته.
هكذا احتفظت الذاكرة الجمعية للشعب المصري بخبرات متراكمة علي مدي آلاف السنين عبر عنها في جملة صغيرة تتكون من ثماني كلمات فقط.
.. ولقطة خارجية:
أعربت واشنطن عن قلق بالغ إزاء إعلان "إسرائيل" عزمها بناء 323 وحدة استيطانية بالقدس الشرقية وأكدت ان استمرار النشاط الاستيطاني يؤدي إلي تآكل قضية السلام. كما أكدت قلقها إزاء أعمال هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وأعربت عن الانزعاج من استمرار هذا الأسلوب الاستفزازي الذي يثير شكوكاً بشأن التزام اسرائيل بتسوية سلمية مع الفلسطينيين.
"يا ست واشنطن.. القلق بدون موقف إيجابي يوقف الانتهاكات لا يعني شيئاً أو هو تدليل أم لولدها بعد طرده جيرانه من منازلهم بالقوة".
ولقطة داخلية:
عيلة الدوغري وبرج المدابغ "نعمان عاشور" ـ حلاق بغداد "الفريد فرج" ـ معروف الاسكافي "محمد شعبان" ـ السلطان الحائر "توفيق الحكيم" ـ روبابيكيا "فايز حلاوة" ـ الفرافير "يوسف ادريس" ـ القضية "لطفي الخولي" ـ المحروسة والسبنسة "سعد الدين وهبة".. عينة صغيرة من مسرحيات محترمة خارج حسابات العرض التليفزيوني بجميع قنواته العامة والخاصة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف