مرفت مسعد
سري وخاص "فيدان" أولّي بالرعاية
ظروفها لا تختلف كثيراً عن ظروف غيرها من أصحاب الحالات القاسية الذين يقطنون في مساكن قديمة غير آدمية ولا يملكون القدرة علي مجاراة الإيجارات المرتفعة أو امتلاك مسكن جديد.. لذا ما أن تعلن الحكومة عن وجود شقق مدعمة لغير القادرين تري سباقهم المحموم علي تقديم الأوراق اللازمة وسداد المقدمات المطلوبة أملاً في الفوز بالوحدة السكنية المأمولة.
من قبل راسلني مواطن من "الدرب الأحمر" يحمل نفس حلمها في السكن المناسب وأتذكر أنه من فرط حساسيته ظن أن تأخر الوزارة في الرد عليه يرجع لأنه مواطن بسيط مهنته "بواب"! تذكرته وأنا أطالع رسالة اليوم وهي لسيدة تقيم في حي السيدة زينب بالقاهرة تدعي "فيدان علي مبروك محمد" مواطنة رقيقة الحال وأم لثلاثة أولاد والشقة التي يقيمون فيها ليست فقط تقع في بيت قديم وإنماً مهددون أيضاً بالطرد منها وهناك نزاع قضائي حولها يحيث يريد المالك استرداد الشقة وخروجهم منها.. لكل هذا حينما أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن تخصيص وحدات سكنية للحالات القاسية والأولي بالرعاية لم يتردد زوجها وسارع بتقديم الأوراق المطلوبة وبسداد مقدم الوحدة ـ مساحتها 42 متراً لاغيرـ لبنك التعمير والإسكان وقدره "1100" جنيه. وذلك في 13/10/2013 علي أن يدفع مثله عند التعاقد.
وتمضي "فيدان": تحدثنا عن كيف خذلتهم لجنة الإسكان بوزارة التضامن حين فوجئوا وبعد مرور ثلاث سنوات باللجنة باستبعادهم لعدم الاستحقاق والحجة أنهم يقطنون في إيجار قديم!! مع أن البحث الاجتماعي الذي أجرته الوزارة أثبت توافر شروط إسكان الحالات القاسية عليهم علاوة علي أنها باتت بالفعل من الحالات الأولي بالرعاية فقد توفي زوجها منذ شهرين وبالتحديد في 27/5/2016 ومع ذلك تصر اللجنة علي عدم استحقاقهم..! وتتساءل أي ظروف أشد من ذلك حتي يقروا حقي وأولادي في شقة التضامن؟ ألا أستحق منهم قراراً استثنائياً بعد أن فقدت من كان يحمل عني كل هذا العبء.. ألست الأولي بالرعاية؟
..تساؤلات "فيدان" أتوجه بها لكل من يهمه الأمر بوزارتي التضامن والإسكان.. تلك السيدة التي وضعتها الظروف بين سندان "الإيجار القديم" ومطرقة "الروتين".. أعانها الله.