المساء
مؤمن الهباء
شهادة - العالم يحتاج امرأة
أمريكا تحتاج الآن إلي هيلاري كلينتون لتتولي مقاليد الرئاسة خلال السنوات القادمة.. أمريكا تحتاج الآن إلي امرأة.. إلي انثي.. لكي تصحح كل الأخطاء والخطايا التي صنعها الرجال. أو قل التي صنعها الذكور علي مدي العقود والقرون الطويلة الماضية.
هذا هو الصوت الأبرز في حملة الدعاية الانتخابية لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون المرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية عام 2016 عن الحزب الديمقراطي.
حملة كلينتون تتحدث بألف لسان وبألف وجه.. لكن المحور الرئيسي لهذه الأصوات يعتمد علي تحريض الأمريكيين علي التجربة.. والأمريكيون مهووسون بالتجربة والمغامرة وبكل جديد يكسر التقليد والرتابة.. والحملة تستثمر ذلك جيدا مؤكدة ان التجربة سوف تنجح بلا شك.. وسوف يكون نجاح أمريكا فيها دافعا لشعوب كثيرة حتي تسير علي دربها.
وكثيرا ما تشير الحملة إلي أنه عندما ترشح باراك أوباما للرئاسة كانت هناك مخاوف أطلقها البعض من أن يتولي الرئاسة مواطن أسود ينتمي لجذور افريقية إسلامية مهاجرة.. لكن التجربة نجحت وتجاوزت كل المخاوف وأثبتت ان الأمريكيين متساوون تماما والآن يجب أن تجرب أمريكا فكرة الرئيسة "المرأة" خصوصا ان هناك دولا سبقتها في ذلك الطريق.. في آسيا وأمريكا اللاتينية.
ولكن.. لماذا هيلاري كلينتون؟!
تقول الحملة ان هيلاري قدمت جميع واجباتها نحو الوطن الأمريكي.. وصار من حقها ان تجلس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض حتي لا يظل هذا المكتب حكرا علي الرجال "الذكور".. والبلاد الآن تحتاج إلي أنثي.. فالمواقف التي تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي تستوجب التعامل معها بشكل أنثوي وليس بالصرامة أو النسق الحاد الذي اتبعته واشنطن في العديد من المواقف في الماضي والحاضر.. انها امرأة.. وهذا أمر مهم جدا لأن تناولها للأشياء قد يكون ما نحتاجه الآن بالضبط.. وهي بالذكاء الكافي الذي يجعلها تتخطي بالولايات المتحدة جميع العثرات التي يمكن أن تعترض طريقها خلال الفترة المقبلة.
لو دققت النظر في هذا الكلام سوف تكتشف ان الحملة تروج لهيلاري من باب التعامل مع الأزمات بشكل أنثوي وليس بالصرامة أو النسق الحاد الذي اتبعته واشنطن تحت حكم الذكور.. ولا تستبعد أن تعتمد الحملة إلي تذكير الأمريكيين بطريق غير مباشر بذكاء هيلاري وحكمتها في التعامل الأنثوي الناعم الذكي مع أزمتها الشخصية الخاصة بفضيحة زوجها بيل كلينتون مع المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي وقدرتها علي استعادة زوجها والحفاظ علي التئام واستقرار أسرتها.
الحملة تقول للأمريكيين ان هيلاري صبورة وناعمة لكنها قوية وقادرة علي أن تصل لأهدافها بالأسلوب الأنثوي وليس بالصرامة والحدة.. وبالتالي فلن تدخل الولايات المتحدة في حروب خارجية ولن تبعث بأبنائكم إلي أفغانستان أو العراق.. ولن تتورط في كوارث ضد حقوق الإنسان ولن ترتكب جرائم حرب.. ستنفذ هيلاري السياسات والاستراتيجيات الأمريكية بقفاز أنثوي ناعم.
ومادامت أمريكا في حاجة الآن إلي امرأة.. وشقت طريقها في هذا الاتجاه.. فالمؤكد ان العالم كله يحتاج أيضا إلي امرأة لتحل مشاكله وأزماته بشكل أنثوي.. وليس بعيدا ان ندخل جميعا خلال السنوات القادمة في عصر النساء إذا نجحت تجربة هيلاري.. ولم لا؟!
لقد جربنا الرجال "الذكور" كثيرا.. فدعونا نجرب التعامل الأنثوي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف