أين ذهبت الطبقة المتوسطة؟ يطاردني هذا السؤال منذ رمضان الماضي.. فكل الإعلانات في التليفزيون والجرائد إما عن التبرع للمستشفيات والجمعيات الخيرية و إما عن امتلاك فيلا أو شاليه في الأماكن الفاخرة مما يعني اننا أمام فئتين الأولي لا تجد العلاج أو الطعام أو السكن والثانية تبحث عن الرفاهية والحياة المترفة.
الطبقة المتوسطة هي ركيزة أي مجتمع وهي دعامة الاستقرار وإذا انهارت هذه الطبقة كانت بداية الانهيار لأي أمة.. وأظن أن الطبقة المتوسطة في مصر تنهار وتتآكل بسرعة شديدة.
الأرقام الرسمية تقول إن الطبقة الفقيرة في مصر 27% والطبقة الغنية 12% مما يعني أن الطبقة المتوسطة تقترب من 70% لكن الأرقام خادعة لأن خط الفقر رسمياً هو أن يكون دخل الفرد 3920 جنيهاً سنوياً أي بمعدل 10 جنيهات يومياً تقريباً فهل تكفي الجنيهات العشرة للسكن والأكل والتعليم والكساء والعلاج والترفيه.
أما الفقر الموقع حسب الأرقام الرسمية فهو 2570 جنيهاً سنوياً أي بمعدل 7 جنيهات يومياً ولا أعرف كيف تكون هناك حياة آدمية بهذا الدخل المتواضع.
الأغنياء وفقاً للإحصائيات الرسمية ما يزيد دخل الأسرة عن 10 آلاف جنيه شهرياً ولاحظ أن الأسرة مكونة من 4 أفراد ومع ذلك فإن الدولة تعتبر أن من يزيد دخل الأسرة عن 10 آلاف جنيه شهرياً هو من الأغنياء.
تبقي الطبقة المتوسطة وهي من يتراوح دخل الفرد فيها من 300 جنيه شهرياً إلي 10 آلاف جنيه شهرياً وهو تفاوت كبير ولكن 75% من هذه الطبقة دخلها أقل من ألفي جنيه شهرياً مما يعني عملياً أنه 80% من شعب مصر فقراء.
المؤسف أن مع ارتفاع مستوي الأسعار وتراجع قيمة الجنيه تزداد نسبة الفقراءوتتآكل الطبقة المتوسطة وإذا انهارت هذه الطبقة بدأ انهيار المجتمع.