"هدفنا البلد تكبر وتعيش".. هذه كانت رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الشعب المصري خلال لقائه مع الشباب في البرنامج وهو يتحدث عن الصعاب التي تواجه أحوالنا الاقتصادية.
وأتصور ان هذا الأمر يتطلب تعاوننا جميعاً حتي يمكن أن نتغلب علي مشكلاتنا الحياتية وليكن لنا في ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم اسوة حسنة. فلقد من الله علينا وعلي العالم برسالة محمد "صلي الله عليه وسلم".. وفي رسالته عاد المفتاح المعقود إلي الإنسانية فتم فتح أقفال الحياة المعقدة قفلا قفلا ووضع هذا المفتاح النبوي علي العقل الملتوي فتفتح ونشط واستطاع أن ينتفع بآيات الله في الآفاق والأنفس.. وكان محاميا مأجورا يدافع عن قضية.
وضع هذا المفتاح علي الضمير الإنساني والنائم فانتبه وعلي الشعور المبيت فانتعش وعاش وتحولت النفس الأمارة بالسوء مطمئنة لا تسيغ الباطل وتتحمل الإثم..
وضع هذا المفتاح علي الأسرة المقفلة وقد فشا فيها التطفيف بين الوالد وولده والأخ واخوته والرجل وزوجته.. وتعدي من الأسرة إلي المجتمع فظهر بين السيد وخادمه والرئيس والمرءوس والكبير والصغير كل يريد أن يأخذ ماله ولا يدفع ما عليه. وضع المفتاح.. فغرس في الأسرة الإيمان وحذرها من عقاب الله وقرأ عليها قول الله "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا".. سورة النساء آية "1".. وقسم المسئولية علي الأسرة والمجتمع كله فقال "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" قبول الفرد الصالح المؤمن بالله الخائف من عقاب الله الخاشع الأمين المؤثر للآخرة علي الدنيا.. المستهين بالمادة المتغلب عليها بإيمانه وقوته الروحية.. يؤمن بأن الدنيا خلقت له وانه خلق.. للآخرة: فإذا كان هذا الفرد تاجراً فهو التاجر الصدوق الأمين.. وإذا كان فقيراً فهو الرجل الشريف الكادح.. وإذا كان غنياً فهو الغني السخي المواسي.. وإذا كان رئيساً فهو الرئيس المتواضع الأمين.. وإذا كان خادماً أو أجيراً فهو الرجل القوي الأمين.. وإذا كان أميناً للأموال العامة فهو الخازن الحفيظ العليم..
وهكذا قام المجتمع الإسلامي علي هذه اللبنات "لبنات العمارة الإيمانية والاجتماعية".. فكان مجتمعاً صالحاً أميناً مؤثراً للآخرة علي الدنيا.. انتقل إليه صدق التاجر وأمانته.. وتعفف الفقير وكدحه.. وسخاوة الغني ومواساته.. وعدل القاضي وحكمته وإخلاص الوالي وأمانته.. ومتواضع الرئيس ورحمته.. وقوة الخادم.. وحراسة الخازن.
ما أحوجنا جميعاً أن نتكاتف وأن نعمل بجد وإخلاص من أجل رفعة بلدنا.. وليكن هدفنا هو الصالح العام.. وهكذا تنهض وتقوي الأمم والشعوب.