محمد العزاوى
انفلات السائقين وغياب الضمير
شهدت الفترة السابقة مجموعة من الحوادث المميتة علي الطريق الدائري ومعظم المحاور الرئيسية.. حوادث دامية راح ضحيتها أبرياء وتشير إلي أن الانفلات والفوضي هو الاسلوب السائد لدي كثير من السائقين والاحصائيات تؤكد أن ضحايا حوادث السيارات تفوق عدد ضحايا الحروب كما أن مصر تتصدر قائمة أكثر الدول عددا لهؤلاء الذين سقطوا ضحايا الانفلات ورعونة السائقين.
الماسي متعددة ولا حديث للناس سوي ما يجري من حوادث وفوضي في مقدمتها مأساة تلك السيدة التي كانت تقود سيارتها علي محور الشاذلي بصحبة أبنائها وفجأة وبدون مقدمات طار أحد إطارات سيارة نقل كانت تسير ابنها الثاني الذي أخذ ينزف بشدة حتي تدخل من كان في الطريق لإسعافه وحاولوا الوصول لوالده أو أقاربه فقاموا بوضع صورة للطفل الصغير الذي تعرض لأصعب موقف في حياته وعمره لم يتعد بضع سنوات فلقد شاهد أمه وشقيقه يلفظان أنفاسهما الاخيرة بسبب رعونة وغياب ضمير سائق السيارة النقل.. وليس هذا الحادث فقط بل هناك الكثير وكان آخرها اصطدام أتوبيس سياحي بقطار في مزلقان فاقوس بالشرقية وراح ضحيته أيضا أبرياء جدد.
نزيف الاسفلت يستمر وغياب الضمير وانفلات السائقين يتزايد والابرياء والضحايا يتكاثرون من يوم لآخر في غياب الرقابة المرورية وعدم تطبيق القانون بحزم وحسم علي كل السائقين وعمل أكمنة مفاجئة ومتحركة لتقليل عدد الأرواح التي نخسرها يوميا بسبب غياب المسئولية والضمير لدي الكثير من سائقي السيارات خاصة الثقيلة.
حقيقة هناك شبكة طرق بعضها متهالك وذلك يقتضي أن يكون السائقون علي مستوي المسئولية في كل تحركاتهم وتجنب الرعونة والتريث في القيادة ولعل ما يجري علي الطريق الدائري يعد كارثة تجسد مدي هذا الانفلات الرهيب. فهل غاب ضمير هؤلاء ومات إلي غير رجعة أم أن تعاطي المخدرات يسيطر علي هؤلاء السائقين ويدفعهم إلي التصرفات الطائشة. الامر يتطلب الضرب بقوة علي أيدي هؤلاء العابثين بأرواح الناس وإجراء فحص دوري للسائقين الذين يتعاطون المخدرات وحجبهم عن القيادة حتي يتم علاجهم من هذا الادمان الذي يدمر الأرواح ويخرب المركبات كما أنه يتعين علي مختلف الاجهزة النهوض بكفاءة الطرق وإزالة العوائق التي تتسبب في هذه الكوارث.
ولاشك أن الامر جد خطير ولابد من تكاتف كل الايدي لمنع هذا الانفلات وعقد اللقاءات والندوات لتوعية السائقين حتي يستيقظوا من هذه الفوضي التي سيطرت علي عقولهم وأصابت حياتنا بالكثير من الماسي ولعل من يتجاهلون هذه الضوابط ربما يفتقدون أهلهم وذويهم في مثل هذه الكوارث.. هذا الواقع الأليم في أشد الحاجة لعودة الضوابط وتطبيق القانون بكل شدة.. ويجب أن تظل أعيننا مفتوحة علي الدول المتقدمة التي تحرص علي حياة مواطنيها في صورة إنسانية رائعة تؤكد حرصهم علي توفير السلام والطمأنينة لكل من يقود سيارة أو يمضي في الطريق علي قدميه.. الآمال تحدونا أن نري هذه الصور الحضارية تملأ شوارعنا وتختفي هذه الكوارث الدامية.