الجمهورية
بسيونى الحلوانى
لوجه الله - عفوا.. المنافقون يمتنعون!
لا فرق بين إعلام ما قبل الثورة وإعلام ما بعدها.. فالإعلام المصري يسير علي منهج واحد لا يتغير ويبذل كل طاقته لكي يتقرب إلي صناع القرار وافساد ما علقنا الأمل علي تغييره وإصلاحه وخاصة فيما يتعلق بالرئيس حيث يحاول كثير من وسائل الإعلام خاصة الخاصة ان تتقرب بكل الوسائل إلي الرئيس وإذا لم تنجح وتجد منفذا حاولت مع المقربين منه. وهي في ذلك لا تيأس حتي ولو ابتعدت بمحاولاتها إلي المقربين منه حتي الدرجة العاشرة.
الفرق الوحيد الذي نراه الآن أمامنا في تحليلنا السريع لمحاولات النفاق المستمرة ان الرئيس الحالي لا يرغب بل ينزعج من كل محاولة لنفاقه. والرؤساء السابقون باستثناء الرئيس الذي كان مؤقتا المستشار عدلي منصور كانوا يبتهجون ويرحبون وقد شاهدنا أبدع صور النفاق في عهد المخلوع مبارك وكان نفاقه مفروضا علي الشعب المصري بل والشعوب العربية كلها من خلال وسائل الإعلام الرسمية من صحف وتليفزيون وإذاعة وفضائيات بعض رجال الأعمال الذين تكسبوا ونعموا بمعظم خيرات الوطن علي يديه وأيدي أولاده.
وما حدث للمخلوع حسني مبارك من انبهار ورضا وبهجة بالنفاق الإعلامي حدث للمعزول محمد مرسي الذي طبلت وزمرت له أيضا وسائل إعلام رسمية وخاصة وتمادي مستشاروه في نفاقه حتي بلغ الأمر بأحد رجال القضاء الشباب وكان مستشارا قانونيا له أن جلس في برنامج تليفزيوني صباحي علي فضائية أحد رجال الأعمال الذين ركبوا الموجة وانتقل من نفاق مبارك إلي نفاق مرسي ليقول المستشار القانوني لمرسي "إن موقف الرئيس وقراراته الصائبة تكشف عن إلهام حقيقي" وعندما استوضحت المذيعة واندهشت من كلمة "إلهام" قال لها: نعم أنا أجلس معه كثيرا ويستشيرني وأري ذلك!!
تذكرت موجات النفاق لمبارك ومرسي وغيرهما من الحكام السابقين وأنا استمع إلي مذيعة في فضائية خاصة تمارس نفاقا ممجوجا باستخدام اسم ابن الرئيس وتساءلت: هل سيقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي عرفناه صادقا زاهدا في المناصب والإعلام هذا النفاق؟ وهل سيسكت عنه مما يعني رضاءه به؟ أم سيوجه مستشاريه إلي التنبيه علي وسائل الاعلام بعدم جر أسرة الرئيس إلي موجات جديدة ومستفزة ومرفوضة من النقاق.
أنا علي ثقة من أن الرئيس لم يسكت ولن يرضي باستفزاز الشعب بممارسات إعلامية شاذة تضر بسمعته ولن ترضيه أو ترضي أسرته.. لكن ما الذي يضمن أن محاولة استغلال اسم ابن الرئيس أو أي أحد آخر من افراد اسرته في نفاق ممجوج جديد يستهدف تشويه صورة مؤسسة الرئاسة والاضرار بسمعة أسرة الرئيس لن تحدث مستقبلا؟.. ثم ما يدرينا ان المحاولة الأولي كانت بريئة ولم تكن مدسوسة من حاقدين علي كفاءة أداء الرئيس خلال الأسابيع الماضية؟ خاصة ان هناك حالة رضا شعبي علي عطائه خلال المؤتمر الاقتصادي والقمة العربية.. فضلا عن نجاحه في نزع فتيل الأزمة مع أثيوبيا ودول حوض النيل لتهيئة الأجواء لانهاء كارثة تداعيات سد النهضة أو علي الأقل التقليل من تداعياته الخطيرة علي الأمن المائي والقومي المصري.
* * *
بعيدا عن منطق ونظرية المؤامرة علينا هنا أن نناشد كافة وسائل الإعلام ونقبل رؤوس زملائنا الأعزاء من صحفيين ومذيعين ومقدمي ومعدي برامج في الفضائيات ألا يفسدوا علينا الرئيس الذي نعلق عليه آمالا عريضة.. نبوس رؤوسهم وأياديهم جميعا ان يتوقفوا عن هذا السلوك القبيح الذي يجلب لهم غضب وسخط وسخرية كل الناس.. فالجماهير المصرية جماهير واعية ولم تعد تتقبل نفاقا يفسد علاقتها بالحاكم الذي تحبه وتتطلع إلي حل مشكلات الوطن وإنهاء أزماته علي يديه.
نذكر إخواننا في الفضائيات ووسائل الإعلام الخاصة بأن النفاق الممجوج توقفت عنه وسائل الإعلام الرسمية التي عرفت بممارسته خلال فترات حكم سابقة. ولا يجوز الآن في عصر الحرية الإعلامية أن تنحدر وسائل إعلام خاصة ترفع شعارات براقة إلي نفاق رئيس الجمهورية بوسائل رخيصة.
وهنا لا ينبغي للبعض أن يخلط الأوراق ويدعي أنه بنفاقه يدعم الرئيس ويثبت أركان حكمه. فدعم الرئيس بالمواقف الوطنية شيء ونفاقه الرخيص شيء آخر.
فرق كبير بين دعم الوطن عن طريق تأكيد كفاءة الرئيس ونزاهته وبيان حرصه علي المال العام والمصالح الوطنية وبين نفاقه ومحاولة التقرب إليه باستخدام اسم ابنه أو أي أحد آخر من أفراد اسرته.
فرق كبير بين أن تدعم مشروعا وطنيا كبيرا يتبناه الرئيس لمصلحة الوطن مادمت مقتنعا به. وبين أن تمطر الرئيس بعبارات الإشادة والمدح. فالأول ينفع ويفيد ويعبر عن وطنيتك.. والثاني يضر ويعبر عن ضعف شخصيتك وقبح منهجك وسيرك في مواكب المنافقين الذين أخبرنا الخالق سبحانه وتعالي بأنهم إخوان الشيطان "وكان الشيطان لربه كفورا".
ثقتنا في الرئيس عبدالفتاح السيسي بلا حدود.. ولعنة الله علي كل المنافقين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف