الشيخ سعد الفقى
شهداء بحر البقر.. هل تعرفونهم؟؟
كثيرون من الأجيال الحالية لا يعرفون ما حدث في بحر البقر يوم 8 أبريل منذ 45 عاماً.. صحيح أننا عشنا زمناً طويلاً من التغييب المتعمد.. لكننا أننا أبداً لن ننسي ما حدث لأبنائنا وفلذات أكبادنا.. فقد استيقظ المصريون ذات يوم علي الخبر المروع والمؤلم حيث قصفت طائرات الفانتوم أمريكية الصنع مدرسة بحر البقر الابتدائية.. يومها تناثرت الأشلاء وسالت الدماء علي الكراريس.. لم يثبت أن الضحايا كانوا من المقاومين ولم يتورط أحدهم في قنص جندي صهيوني محتل فقط كان سلاحهم القلم والكراس.
لجان حقوق الإنسان أصابها الصم والبكم.. لم تتحرك!! وكانت الجريمة التي اهتز لها أحرار العالم في شهر ابريل إلا أنها لم تكن كذبة فقد كانت حقيقة في مجلس الأمن كانت أمريكا كعادتها لنا بالمرصاد وكان قرار حق الفيتو.. وما بين شهداء بحر البقر وما حدث بملجأ العامرية ببغداد همزات ولا تقل همزة وصل واحدة.. فالضحايا من الأطفال وهم في عمر الزهور.. شهداء بحر البقر قتلوا مرتين الأولي علي أيدي الصهاينة والثانية علي أيدينا عندما اسقطناهم من الذاكرة.. فلم تعد حكايتهم والتي هي شاهد عيان علي جرائم متتالية.. ارتكبتها إسرائيل نذكر منها جريمة أبوزعبل وقانا الأولي والثانية في جنوب لبنان وصبرا وشاتيلا.. المؤسف أن كتب التاريخ خلت من توثيق لهذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.. وهل كتب علينا التغييب والتناسي!! لست أدري؟ وفي ملجأ العامرية ببغداد وقد كتب علي الجبين زيارته قبل سقوط بغداد.. يومها رأيت بأم العين حجم الدمار الذي حل بأهلنا هناك.. رأيت ما تقشعر من هولة الأبدان وترتعد الفرائص.. فقد شيد الملجأ لحماية المدنين من الأطفال والنساء.. وحمايتهم من أطنان القنابل العنقودية التي ألقت بها أمريكا علي رءوس العراقيين.. والحجة الواهية امتلاك صدام حسين لأسلحة قيل أنها كيماوية وفي رواية أخري بيولوجية.. وتبين بعد ذلك كذب ما روجوا له.. إلا أنهم أعدوا العدة.. إنه الشرق الأوسط الكبير أو الصغير ولا فرق.. والفوضي الخلاقة التي أعلنتها كونداليزا رايس.. جرائم أمريكا وإسرائيل لا يمكن أن تمحيها الأيام أو المعاهدات التي ماتت يوم ولادتها.. وبالتالي فمحاولة طمسها من كتب التاريخ استخفاف بعقولنا.. وافتئات علي واقع مر وجرائم ارتكبت في حقنا.. وعدم سردها وبالتفصيل لتعرفها الأجيال الحالية غباء وإنكار لما هو معلوم.. ومهما حاول المغيبون تهميش الجرائم التي تجرعنا مرارتها.. فلن يستطيعوا مسحها من الذاكرة.. فالتاريخ ليس بشرط أن يكتب فما نتناوله أهم وأبقي.. نرجوكم اكتبوا أوجاعنا.. نريد أن نتذكر كل المآسي التي ألمت بنا.. والكوارث التي تكالبت فوق رءوسنا نريد لكل الأجيال أن تقف حقيقة علي ما لحق بنا في بحر البقر وفي أبوزعبل وفي سجن أبوغريب ببغداد.. إنهم مجرمون.. ولا عفو ولا صفح مع الإجرام.. فهل أنتم فاعلون؟؟