المساء
شوقى الشرقاوى
الفرنساوي.. أسوأ إدارة!!
قالها د. مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الذي انطلق ببلاده إلي عالم النمور الآسيوية في سنوات قليلة.. قالها قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011 في لقاءاته المتعددة بمكتبة الاسكندرية والتي حضرت بعضها.. حيث قال: إن سوء الإدارة وراء تراجع مصر في كل المجالات.. قالها في وجود بعض الوزراء آنذاك الذين صفقوا له بشدة... ووضع الرجل روشتة الانقاذ إلا أن أحدا لم يهتم بها.. واستمر الوضع الردئ إلي يومنا هذا.
ان سوء الإدارة هو السوس الذي ينخر في عظام أي كيان ناجح ليحوله إلي جثة هامدة.. وهذا يتضح لكل ذي عينين في كثير من المشروعات الكبري التي تحولت بالفوضي والاهمال إلي كيانات "خربة" مثل غالبية الشركات والمصانع والمستشفيات والمؤسسات الاعلامية وغير الاعلامية.
يأتي المستشفي التعليمي الجديد لجامعة القاهرة "الفرنساوي" في مقدمة هذه الكيانات التي تهوي وبسرعة إلي أعماق الهاوية السحيقة.. والسبب إدارة غير علمية تضع الفوضي وعدم الالتزام شعارا لها.
والسؤال: لماذا سمي "الفرنساوي"؟!
الإجابة: لأن فرنسا شاركت في بنائه من خلال ثلاث شركات فرنسية.. وقام الرئيس الأسبق مبارك والرئيس الفرنسي شيراك بافتتاحه في 8 ابريل 1996.. وكان الانضباط والالتزام والتطوير والتحديث عنوانا لهذا المستشفي الذي كان مقصدا عالميا لمرضي الدول العربية والافريقية والآسيوية.
أما الآن فإن الفوضي وعدم الالتزام والتخلف والتراجع هي العنوان الرئيسي لهذا المستشفي.. فلا انضباط لغالبية الأطباء الذين يأتون هم أو بدلاؤهم بعد المواعيد المقررة.. وطبعا "يقلبون" المرضي مهما كان عددهم في ربع ساعة أو أقل لأنهم لا يكشفون بل يسمعون من المرضي ثم يكتبون الدواء.. والمريض لا حول له ولا قوة.
الأخطر في فوضي هذا المستشفي انك إذا حجزت مخ وأعصاب تجد نفسك أمام اخصائي نفسية وعصبية.. كما انك يمكن أن تجد نفسك في قائمة تتعدي المائة مريض.. وقد عاش هذه المأساة أحد الاصدقاء الذي كان رقمه "66" ظنا منه انه أمام طبيب اعصاب متميز بدليل هذا الاقبال.. فإذا به يصطدم بأن الموجود نفسية وعصبية.
المشكلة انك لا تجد من تشتكي إليه.. المدير ونائبه ومديرة العيادات غير موجودين.. وأخيرا تجد نفسك أمام موظف لا حول له ولا قوة يفضفض لك ما يجري في هذا المستشفي الذي كان!!
هذه المشاكل وغيرها عشتها داخل هذا المستشفي.. عندما ترددت أكثر من مرة علي بعض عياداته للكشف فإذا بي أنا والمرضي لا نجد إلا الاهمال والفوضي والتعالي من غالبية الاطباء حتي البدلاء منهم.. وإذا طلبت منهم أن يكشفوا عليك - وهذا حقك - لأنك دفعت كشفا قدره "100جنيه" يقولون لك: كفاية سمعناك!!
وما الحل؟!
الحل في الاهتمام بتدريب القيادات الإدارية واختيار الكفاءات منها لإدارة مثل هذه الكيانات الكبري.. مع البعد عن الأسلوب الحالي القائم علي اختيار الثقة لا الكفاءة!
كلمة هامة:
مستشفي "الفرنساوي" الذي كان عالميا.. يعاني من الشيخوخة المبكرة فانقذوه قبل فوات الآوان!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف