الجمهورية
اكرام منصور
جنون أردوغان ومصير تركيا
لقد استغل أردوغان الانقلاب التركي الاخير في تطهير الجيش و جميع مؤسسات الدولة بهدف الانفراد بالحكم بصورة نهائية هذه الإجراءات أثارت كبار حلفاء أنقرة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتي بلغ الأمر إلي التراشق بالتصريحات الصحافية فقد صرح مدير جهاز المخابرات الأمريكي بأن حملة التطهير التي جرت في صفوف الجيش التركي عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة تقوض التعاون في التصدي للتنظيم الذي يطلق علي نفسه اسم ¢الدولة الإسلامية¢. لكن وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو عاجله برد سريع اعتبر فيه هذه التصريحات مؤسفة والحقيقة هي أنه بعد تطهير الجيش سيصبح معتمدا ونظيفا وفاعلاً بشكل أكبر في الحرب وحول العلاقة التي تتطور بين تركيا وروسيا وردا علي القلق الغربي منها طمأنهم أوغلو بالقول أن علاقات أنقرة مع موسكو ليست بديلا لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي وتواجه أنقرة استحقاقات داخلية كبري وفي الإقليم أيضا. ولابد أن تتأثر علاقاتها مع الدول الحليفة والصديقة في ضوء حملة التطهير هذه وتسارع الخطي نحو فرض النظام الرئاسي وتقليم أظافر الجيش وكل المعارضين للنظام الجديد الذي يلهث الرئيس أردوغان لفرضه مما يثير الكثير من القلق لدي الأحزاب السياسية المعارضة التي تخشي تحول تركيا إلي نظام الحزب الواحد الذي كان سائدا فترة حكم أتاتورك وبعده حتي العام 1950. وهو أمر قد يثير الكثير من التفاعل الداخلي إذا استمر حزب العدالة والتنمية في السير علي النهج الذي اختاره منذ افشال المحاولة الانقلابية. إن الجمهورية الرابعة التي يعمق وجودها ويضرب الحزب الحاكم أوتادها في جذور الواقع التركي. قد تقود إلي فرز المجتمع علي أسس عرقية وطائفية فالأكراد الذين لايزالون يحملون السلاح. يشعرون بالخوف من تفرغ النظام الرئاسي الجديد لهم بحملة عسكرية تثير المزيد من الاضطرابات وتوسع من رقعة التفجيرات. والعلويون الذين يشكلون قرابة 20% من سكان تركيا بدأوا يشعرون بالقلق الذي زاد منسوبه لديهم مع الدور التركي في سوريا. ومع حشر أحزاب المعارضة السياسية في خيار رفض وإدانة محاولة الانقلاب وتأييد الإجراءات التي اتخذها ويتخذها الحزب الحاكم. دون منحها الحق في رفض محاولات التحول إلي نظام الحزب الواحد أوالانفراد بالسلطة وتفصيلها وفقا المقاييس الحزبية الضيقةبعد الجمهورية الأولي التي أسسها أتاتورك والجمهورية الثانية التي جاءت في 1960 ثم الجمهورية الثالثة منذ 1980. ها هي تركيا أمام ترسيخ الجمهورية الرابعة. لكن الثمن لن يكون بسيطا. خصوصا أن الكادر الذي قامت عليه دولة ¢العدالة والتنمية¢ منذ 2002. هو الكادر الذي تخرج في مدارس فتح الله جولن وجامعاته. وأغلبهم الآن إما وراء القضبان أو تم فصلهم من أعمالهم. وإعادة بناء كادر إداري جديد يحتاج إلي المزيد من الوقت الذي قد لا تحصل عليه قيادة حزب العدالة والتنمية في الوقت الراهن خصوصا مع الانحدار في أداء الحزب الحاكم بعد 2011.فهل نشهد إعادة إنتاج نظام الحزب الواحد تحت يافطة الجمهورية الرابعه لان بعد الانتهاء من المعارضة اردوغان يلتفت لحزبه الحاكم العدالة والتنمية ويبدأ في عملية تطهير داخل صفوفه وذلك من اجل استبعاد اي اعضاء علي صله بفتح الله جولن رجل الدين التركي المقيم بالولايات المتحدة والذي تحمله الحكومة مسؤلية الانقلاب الاخير بتركياحيث دعت مذكرة داخلية اصدرها الحزب الي تطهير سريع يشمل من لهم صلات بمجموعةجولن الارهابية ومن ساندوا محاولة الانقلاب كما اصدرت محكمة في تركيا حكما بالقبض علي رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة حيث تتهم جولن بالتخطيط لمحاولة الانقلاب وحثت تركيا الولايات المتحدة علي تسليمها لجولن الذي ينفي التخطيط للانقلاب اوالعلم به كما دعا اردوغان الي مواجهه الاعمال التجارية ذات الصلة بجولن ويبقي السؤال هل ستضررالعلاقات التركيةالامريكية اذا امتنعت عن تسليم فتح الله جولن..؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف