الكورة والملاعب
سمير الجمل
كابتن.. الدعاة!
عندما ظهر الدعاة الجدد الشبان بملابسهم العصرية.. وأسلوبهم المختلف.. وصفهم البعض بأنهم "دعاة دايت" أي من النوع الخفيف الذي يخلو من الدسم.. ومع ذلك كان تأثير بعضهم أقوي وأشد من غيرهم.. لأنهم لفتوا أنظار الشباب بصفة خاصة.. بل إن أحدهم وهو عمرو خالد استطاع أن يصل إلي طبقة الأثرياء من الشباب وهؤلاء ينظرون أحياناً إلي الدين علي أنه فعل قديم لا يتناسب مع حياتهم العصرية.. وهو الأمر الذي أدي إلي اصطدام عمرو خالد.بزوجة الرئيس الأسبق مبارك عندما اكتشفت أن زوجة ابنها قد أصبحت من مريدي هذا الداعية.. وفي ذلك قصة معروفة.. كان علي اثرها أن فر عمرو إلي لندن ولكنه استثمر هذا الهروب في الحصول علي الدكتوراه وبعد ذلك ومع انتشار الفضائيات توالي ظهور الدعاة الشبان بطرق وأساليب مختلفة.. "شريف شحاته / معتز مسعود / مصطفي حسني" وغيرهم أسماء أخري ودعني هنا.. أتوقف أمام "مصطفي حسني" تحديداً لأنه الأبرز.. ولأنه الأكثر حرصاً علي تطوير أسلوبه في توصيل خطابه.. وهو حالياً أفضل الدعاة الشبان.. لأنه استطاع أن يقبض بمهارة علي سر الصنعة.. فالناس هي أحوج ما يكون إلي أن تري الدين في شكل معاملات.. في أسلوب حياتها اليومي مع كل من حولها.. وهذا هو في تصوري مفهوم الخطاب الديني المتجدد.. لأن الوعظ المباشر الصريح لم يعد كافياً وان كان مطلوباً.. الناس في غفلة.. وقد تصنع الحلال بمفهوم حرام.. أو العكس أن تتوغل في الحرام بمفهوم حلال.. وقد رأينا بعض تجار الحشيش.. يقولون إنه مجرد عشب من الأعشاب.. والراقصة التي تظهر عارية أمام الناس وسلاحها جسدها وحركاتها المثيرة.. تري أن ما تفعله هو الفن.. وأنها صاحبة صنعة تأكل منها عيشها ولا تجد في ذلك حرجاً ولا عيباً.. والممثلة التي تخصصت في مشاهد الإغراء والفراش.. تبرر ذلك بأنها تخدم صنعتها وتبذل فيها جهداً.. وأنها تفعل ما يطلبه المخرج.. وما يفرضه السيناريو وكأن أوامر المخرج ونواهيه.. وما جاء في السيناريو من المقدسات التي لا يجب التهاون والتفريط فيها.
مصطفي حسني.. حاول تبسيط الصورة وأن يقدم الدين بمفهوم جديد وعصري بدون مبالغة أو تشدد.. وبعيداً عن التهوين أو التهويل.. ولجأ إلي الصورة تعبر عن نفسها أكثر من كل الكلام.
الناس في غفلة.. والبرنامج الديني.. الذي يأخذ بالأيدي والقلوب والعقول.. إلي الله.. بالحب والرحمة والموعظة الحسنة هو الأنجح والأكثر تأثيراً في النفوس الغارقة في أوحال الحياة ومتطلباتها تحت الحصار من شياطين الإنس والجن.. تبحث عمن يرمي إليها بحبل الإنقاذ.. والإعلام والفن كما يساهمان في الإفساد ونشر الفواحش.. في البرنامج والفيلم والمسلسل.. لابد من البحث فيهم.. عن الايجابي والنافع.
مصطفي حسني أخذ برنامجه إلي دائرة وجدانية وشحنة عاطفية.. تخرج بالعبادة من دائرة العادة.. إلي مساحة للتواصل والحب.. بما يؤكد أن كل أفعالنا هي صغيرة مهما كبرت.. وهي كبيرة مهما صغرت.. والله أعلم وأعلي بالنوايا والقلوب.
وجد مصطفي الصيغة المناسبة لخطاب ديني متجدد وجذاب ومؤثر.. وأتمني لغيره من الدعاة الشبان أن يلحقوا به.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف