المساء
هالة فهمى
غد.. أفضل .. يا إعلام يا ااااااااا!!
منذ أكثر من ثلاثين عاما كنا نقرأ في المجلات الفنية التافهة من المجلات التي لم تكن تقدم نقدا فنيا ولكن تتحدث عن لون البكيني للفنانة فلانة وغرفة نوم الفنانة التي تكلفت مبلغ كذا وفستان فلانة الذي أثار ضجة وغيره وغير ذلك من أخبار لا تشغل من لديهم الوعي والثقافة ولكنها مجلات تسقط في يدك صدفة في عيادة طبيب أو كوافير تتصفحها وأنت تنتظر.. وعلي الهامش تجد إعلانا عن قارئة الكف فلانة الفلانية أو مفسر الأحلام فلان الفلاني.. نضحك وندير عيوننا ساخرين.. ولكن أن نصل في الألفية الثالثة لأن يعلن في التليفزيون تقريبا علي غالبية القنوات الفضائية عن الدكتور العلامة فلان الفلاني المتخصص في جلب الحبيب في ثلاث دقائق.. والكشف عن السحر السفلي والأسود والهوائي.. وعلاج كل أنواع الربط والأمراض المستعصية.. وجلب السعادة وحل المربوط وربط السايب.. ونقدم هؤلاء علي أنهم عباقرة اقتحموا العالم بهذه القدرات الخارقة.. والمهم ثمن الإعلان لدي الفضائيات وليس المهم عما نعلن!!
هل هذه هي الحقيقة أو الصورة؟ لا يا أصدقائي الحقيقة أن ثمن الإعلان لا يشغل تلك القنوات ولا أي إعلان آخر يشغلها.. لأنها قنوات ذات رؤية وهدف.. والهدف هو اطفالنا وشبابنا الذين سيكبرون علي غسل أدمغتهم وزرع تلك الخرافات والجهل والشعوذة فيها.. وبالتدريج يصبح معتقدا ثم يقينا ثم كارثة.. وهل هذا غير معلوم للكبار.. معلوم ولكنهم كسالي عن الحل.. ولأنهم ليسوا كعدوهم لهم رؤية واضحة وهدف يسعون إليه يترك كل وزير الحل لمن سيأتي بعده.. والاستيك مطاط جدا ولا يهم في وجه من سينفلت.. نحن نواجه معا كارثة الفقر والمرض والجهل.. كارثة أكبر كارثة موت الضمير.. مات الضمير المصري والخوف علي وطن كل من يرغب بالعبث به يتقدم.. فيا إعلام العار.. ويا أيها الناس واجهوا الكارثة التي نحن مقبلون عليها.. ولو كان الحل أصبح مستحيلا فاسمحوا لي بالذهاب للعلامة اللبناني الذي يحل كل المشاكل ليحل لي مشكلتي في شعب وحكومة استمرأت الصمت.. ربما استطاع فك عجزها وعجز الشعب في أن يغير ما به.. والسؤال الأخير: بما اننا جميعا نعلم حجم الكارثة الإعلامية وقدمنا الحلول والمقترحات التي لا تنفذ ووصلنا لهذا الحال من غباء الدراما وقرف التوك شو وبذاءة الأغنية وكذب التحليلات وتخلف برامج الاطفال.. ومازلنا ننتظر الحل الكوني.. فهل تغضبون مني لو تحولت لضاربة ودع.. المهم هل تقبل الفضائيات بي ولي هذا التاريخ المخزي من الثقافة والقراءة والإبداع والكتابة.. أرجوكم ابحثوا لي عن واسطة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف