المستشار محمد محمد خليل
خواطر مصري - مشكلة الأوقاف
يثور في الآونة الاخيرة البحث عن املاك الاوقاف وعودة ما ضاع منها بسبب استيلاء بعض الافراد عليها.
كانت مشكلة املاك الاوقاف. مما استلفت فكري طوال فترة عملي بالمحاكم الابتدائية قبل عملي بمحاكم الجنايات مستشار ورئيسا في دوائرها.. لاحظت ان قري ومدن الوطن يقع بها املاك للاوقاف لاحصر لها.. نأخذ علي سبيل المثال مدينة مثل سمنود غربية بها اوقاف للفقراء والايتام والحيوانات الضالة وللحمامات العمومية والكتاتيب والمساجد وغير ذلك من ابواب الخير حتي الموتي من الفقراء لهم نصيب في الوقف ينفق منه علي دفنهم في مدافن اوقف عليها أهل الخير أموالا لخدمتها.. إلا ان الكثير من حجج الوقف التي تثبت حقوق هؤلاء ضاعت أو اختلست.. وضاع معها حق الأوقاف الذي لا دليل عليه سوي هذه الحجج المشهره بالمحاكم الشرعية.
كانت حصة الاوقاف لاتملك هذه الحجج التي ضاع اكثرها بسبب الاهمال المتعمد أو غير المتعمد. او بسبب خراب الذمم فإن مساحات كثيرة أو عقارات عدة تقدر بمئات الملايين استولي عليها واضعو اليد أو النصابون الذين يبيعون ما لا يملكون الي من لم يستحق الذي غالبا ما يكون هو الاخر نصابا وقد يكون برئ النية اغراه رخص الصفقة واهمية الموقع وعادة ما يلجأ المشتري الي اقامة دعوي صحة التوقيع امام المحكمة فيحصل علي مايريد من أحكام ذلك ان المحكمة في دعاوي صحة التوقيع لاتبحث سند الملكية او تسلسلها وانما ينصب اهتمامها المنوط بها بحث صحة توقيع البائع علي عقد البيع حتي لو اقام المشتري دعوي صحة ونفاذ العقد فعادة ما يكون الثابت بعقد البيع ان الملكية آلت الي البائع بطريق وضع اليد ولمدة طويلة. ولفقدان حجة الوقت التي تثبت حق هيئة الاوقاف فلا تجد المحكمة سوي ندب خبير في الدعوي ليحضر المتقاضون امام الخبير ومعهم بعض شهود الزور الذين يدلون بشهادة فحواها ان البائع يحوز الأرض أو المبني محل عقد البيع أبا عن جد عن سلسلة طويلة من الاهل الذين لم يكن لهم ملك حتي ولو حمل بعير ويضيع بذلك حق الوقف ويذهب لمن لم يستحق ممن لايملك.
مما ساهم في ضياع حجج الوقف الغاء القضاء الشرعي وغلق كثير من مبانيه او هدمها وعدم الحرص والحفاظ علي هذه الحجج وصيانتها وترميم ما اصابها من تلف فضلا عن ان هيئة الاوقاف لم تنشأ الا في أوائل السبعينيات بعد ان كانت أملاك الاوقاف تستثنه بين المجالس البلدية أو هيئة الاصلاح الزراعي.
لاشك ان الدولة ممثلة في هيئة الاوقاف ووزارتها تعلم كل العلم ان الوقف الخيري في انحاء البلاد يقدر بالمليارات ضاع منها الكثير فهل يمكن اعادة ما ضاع او جزء منه علي الأقل.. أشك في ذلك.