وقعت في حبه. وهو زميل مدرجات الجامعة. ولم تخف عن أسرتها حقيقة حبها. وعلي الرغم من أنهما كانا في مرحلة الدراسة. إلا أن والدها رأي أن يدخل الشاب البيت من بابه ويتقدم لخطبتها رسميا. حتي تكون كل تصرفاتهما تحت أعين الأسرتين.
ذهبت البنت وهي في منتهي السعادة لابلاغ حبيبها برغبة والدها وموافقته المبدئية علي الخطبة. وبالفعل ذهب الشاب بصحبة من قال إنه والده. وتمت الخطبة.
مرت 3 سنوات علي الخطبة. عاشت فيها البنت أحلام الحياة الزوجية المستقرة. وتربية الأبناء. والمشاركة الوجدانية في كل صغيرة وكبيرة مع الإنسان الذي اختاره قلبها. وبعد التخرج في الجامعة كان علي الشاب أن يكمل المشوار الذي بدأه لاتمام الزواج.
التحق بوظيفة مؤقتة. لكن راتبه الضعيف. لم يكن ليوفي بمتطلبات الزواج من مهر وشبكة وشقة وأثاث. ولأن البنت تعلقت به بشدة وعشقته لدرجة الجنون. حاولت أن تساعده بأي طريقة لاتمام الزيجة.
بحثت معها وحولها عن شيء تقدمه له. فلم تجد سوي كليتها. فباعت إحداها. ووهبته ثمنها لكي يدبر حاله ويعقد قرانه عليها.
إلي هذا الحد يكون سحر الحب؟! وإلي هذه الدرجة تصل التضحية من أجل الحفاظ علي هذا الحب؟!
أخذ الشاب الأموال. وغاب أسبوع واثنين وثلاثة. شهر وشهرين. والبنت المسكينة علي نار. مكان الكلية المستأصلة يصرخ من الألم. والعقل كاد يشت من فرط الانتظار. لا يرد علي موبايل ولا يأتي إلي المنزل. ولا حس ولا خبر.
سألت عنه أحد الاصدقاء. فوصف لها عنوانا. قال إنها ستجده فيه حتما. عندما ذهبت. فتحت لها الباب فتاة في العشرين من عمرها. فسألتها البنت عن خطيبها. فقالت لها: "نشكركم علي تعاونكم معنا.. لقد أخذ منك الأموال وتزوجني أنا".
فسقطت البنت مغشيا عليها!
القصة حدثت في اليمن. والأندال في عصرنا كثيرون ولكن مثل هذا الندل. لم أر مثيلا. فاستحق عن جدارة لقب الأندل.