نصف الدنيا
نوال مصطفى
وزير اليوجا
تعجبنى الهند بموروثها الثقافى الفريد، فأجدنى مشدودة لرقصاتهم وأغنياتهم، وكنت فى الماضى مأخوذة بأفلامهم المليئة بالمشاعرالمتأججة والغارقة فى الميلودراما. كذلك أحببت «اليوجا» الهندية، وحرصت على أن ألتحق منذ عدة سنوات بكورس لتعلمها بالمركز الثقافى الهندى. كما أننى أحب الأكل الهندى رغم توابله المشطشطة . فالمطبخ الهندى مشهور بمذاقه المدهش الذى يجعل الإنسان يحتمل حرارة توابله الفواحه من أجل الطعم اللذيذ.

لذلك أسعدتنى فكرة إقامة مهرجان للفنون والثقافة الهندية فى مصر واستضافة فرقة «بوليوود» الشهيرة لتقديم أشهر رقصاتها واستعراضاتها . كما أضاف حضور الفنان أميتاب باتشان للمهرجان رونقا وبهجة كبيرة . فهو محبوب فى مصر والناس هنا تحبه وتشاهد أفلامه باستمتاع وترقب. وبرنامج المهرجان يتضمن عروضا لليوجا بحديقة الأزهر يومى 3و 4 إبريل بحديقة الأزهر من التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا .وفى الإسكندرية يوم 7 إبريل بفندق شيراتون المنتزة من التاسعة إلى الواحدة ظهرا.

ولأننى مغرمة باليوجا فسوف أحاول أن أذهب فى أى موعد من تلك المواعيد . وهذا يقودنى إلى التحدث معكم قليلا عن « اليوجا» .هى رياضة روحية تهدف إلى التوحد، والاتحاد بالكون عن طريق تمرينات التأمل والتنفس .تلك الرياضة تأسست من الأصول الهندوسية منذ آلاف السنين ،وهدفها الاسترخاء الجسمانى والصفاء النفسى . لذلك فإن مراكز تعليم اليوجا تجد لها فى كل يوم مريدين جددا مع زيادة توترات الحياة وتعقدها.

بدأت مدارس حكومية في سان دييجو بولاية كاليفورنيا تقديم دروس اليوجا للأطفال بهدف مساعدتهم على التركيز وبناء الثقة بالنفس وتعلم التنفس الصحيح وتمارين إطالة العضلات التي تساعد على الوعي الجسمى.

وعلى مستوى أمريكا ككل، ووجدت دراسة أعدتها مجلة «يوجا جورنال» أن عدد الذين مارسوا اليوجا في عام 2012 بلغ 20.4 مليون أمريكي (أي 8.7 في المئة من عامة الشعب)، في زيادة قدرها 29 في المئة عن عام 2008. كما وجدت هذه الدراسة أن نسبة النساء من بين أولئك الذين يمارسون اليوج بلغت 82.2 في المئة.

أما الطريف فى الموضوع فهو مطالبة رئيس وزراء الهند الأمم المتحدة فى جلستها المنعقدة فى ديسمبر 2014 بإعلان يوم 21 يونيو من كل عام يوما عالميا لليوجا ، والأطرف منه هو موافقة 177 دولة فيما يشبه الإجماع على تحديد والاحتفال باليوم العالمى لليوجا . ويبدو أن خطاب رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى عن اليوجا وفوائدها للصحة النفسية والجسمانية، وتأكيده على أنه يواظب علي ممارستها هو شخصيا .قد أقنع الجميع بضرورة الاحتفال بتلك الرياضة الروحية والنفسية الفريدة .

لم يكتف رئيس الوزراء الهندى بذلك لكنه قرر فى نوفمبر من العام الفائت ان يعين وزيرا لليوجا ! آه و الله وزير لليوجا اسمه شريباد يسو نايك وتولى حقيبة «اليوجا و اليورفيدا» و اليورفيدا معناها «علم الحياة» .

أعود لليوجا و فوائدها وهذا الكلام من أفواه المغرمين بتلك الرياضة، الذين يواظبون على ممارستها مهما كانت الظروف . تساعد ممارسة اليوجا على : زيادة مرونة الجسم ، تحسين كتلة العظام ، تحسين الدورة الدموية، زيادة التركيز، تحسين الجهاز المناعى، تخفيف الآلام، تقويم العمود الفقرى، تحسين منظر الجسم، زيادة تحمل العضلات واسترخائها .

ورغم كل تلك الفوائد العظيمة لليوجا يخرج علينا أصحاب العقول الضيقة الذين يرون العالم من خلال خرم إبرة ليقولوا: إن اليوجا حرام لأنها خرجت من الهندوسية ! إنها فعلا حماقة أن نفسر كل أمر فى الحياة من ذلك المنظور العقيم وأن ننكر الفوائد العديدة لتلك الرياضة التى يتهافت عليها العالم كله الآن من أجل ..من أجل ماذا ؟ لا شيء إلا السفسطة والكلام الذى لا يودى ولا يجيب !

شكرا للهند .. مهرجانها الثقافى الكبير برقصاته وأفلامه وأغنياته وأكلاته المشطشطة . و«يوجاته» من يوجا يعنى !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف