الدستور
د. حياة عبدون
الذئاب ستأكلك
وأنا أتابع الوضع العربى، والوضع الداخلى فى مصر... تذكرت هذه الحكمة «عندما تترك أخاك لتأكله الذئاب، فلا تنسى أن الذئاب ستجوع يوماً ما، ولن تجد سواك لتأكله».. صدقت يا حكيم.
وأنا أنظر إلى العالم العربى المشتعل الآن.. أجد بعض زعماء العرب قد تركوا دولاً شقيقة ورؤساء أشقاء، فريسة تأكلهم الذئاب.. غافلين، متناسين أنهم سوف يتم التهامهم قريباً!!!.
ومن هنا... أسأل كل زعيم عربى يكتب تاريخه وتاريخ وطنه: هل ستتفق مع أشقائك على الحفاظ على أوطانكم وعلى شعوبكم فى «حرب الوجود» التى تواجهنا جميعاً «نكون أو لا نكون» أم ستبيعون بعضكم البعض للأعداء آملين البقاء فى السلطة؟.... الآن.... على زعماء العرب من المحيط إلى الخليج، أن يحددوا مواقفهم ويعترفوا بمسئولياتهم أمام أنفسهم وأمام شعوبهم عن ضياع أوطانهم وتقسيم بلادهم وأن يتخلصوا من الخونة، من العملاء، من السلبية، من التبعية، من الحيادية، من الازدواجية، من الخيانة!!!!
لن ينجح الزعماء العرب فى هذه المعركة قبل أن يعلنوا «بأنه من ليس معنا فهو ضدنا» ويرفضوا أن يصبحوا أداة فى أيدى أمريكا.
أقرأوا التاريخ الإسلامى لتتعلموا منه، ولتتذكروا موقف «معاوية» الذى أرسل إليه «قيصر الروم» رسالة «علمنا بما وقع بينكم وبين على بن أبى طالب، وإنا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة، فلو أمرتنى أرسلت جيشاً يأتون إليك برأس على بن أبى طالب».. فرد معاوية «من معاوية إلى هرقل.. إخوان تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما.. إن لم تخرس، فسأرسل جيشاً أوله عندك وآخره عندى يأتوننى برأسك أقدمها لعلى!!!!
واعروبتاه...أين أنتم يا زعماء اليوم من مسلمى الأمس!!!..... اتحدوا.. قبل أن تحاسبكم شعوبكم... تذكروا انتصارات الجيش العربى الموحد أيام الناصر صلاح الدين، موقف ووحدة الزعماء العرب فى حرب أكتوبر73!!!! عليكم الحفاظ على سلامة وأمن واستقرار الجسد العربى الذى ذبح «بسكين داعشى، حوثى، إخوانى، قاعدى، بوكو حرامى، حمساوى».... وبأسلحة أنتم دفعتوا ثمنها من جيوب شعوبكم لنشر أفكار تكفيرية ودينية متطرفة سهلت تنفيذ المخطط الأمريكى «الشرق الأوسط الكبير» أو الجديد.. عليكم تحمل مسئولية انتشار الإرهاب، التطرف، الأفكار التكفيرية، الجماعات الإرهابية المختلفة التى تعددت أسماؤها والفكر واحد... عليكم تحمل مسئولية الموقف الإيرانى والتمدد الفارسى فى الدول العربية والتهديد المباشر لـ «على لاريجانى» - رئيس مجلس الشورى الإيرانى لدول الخليج إن على دول خليج الفارسى ألا تعرقل طموحات إيران العظمى وإلا العرب سينحسرون إلى مكة كما كانوا من قبل 2500 عام!!!!!.
على العرب أن يتعلموا الدرس ويتحدوا حتى لا تسقط أى عاصمة عربية.. لأنه إذا سقطت أى دولة عربية سيسقط الباقى... فإذا سقطت سوريا، سيتم تقسيم المملكة العربية السعودية!!! أفيقوا من الغيبوبة، قبل أن تستيقظوا فتجدون أنفسكم أطلالاً وبقايا دول!!! أفيقوا... قبل أن ترفض شعوبكم أى رئيس، حاكم، ملك أو زعيم «رمادى»!!!... هذا هو الوضع العربى!!! أما عن الوضع المصرى الداخلى... فموعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف