المساء
أحمد عمر
أصل الكلام .. إزالة المطبات


المطبات الصناعية التي امتلأت بها الطرق العامة جري توظيفها سياسيا منذ بداية انتشارها في عهد مبارك.. فالمطب أمام المنزل كان هو الانجاز الأول وربما الأخير لنائب دائرتنا في البرلمان وقتها كمعيار للوجاهة الاجتماعية وتمتعه بالحصانة اللائقة.. لكن العصر الذهبي للمطبات كان في عهد جماعة الإخوان حينما نالت الزخم الأكبر وانتشرت حتي ترددت مقولة "مطب لكل مواطن" واعتبرها حزب الحرية والعدالة أبرز انجازاته.. وغرس لافتة تحمل اسم الحزب في قاعدة خرسانية ثقيلة وضعها في منتصف الطريق أمام كل مطب.. بل ان حزب الاخوان أصدر بيانا ساخنا شديد اللهجة ضد من وصفهم بالمخربين الذين يدمرون الانجازات حينما استيقظ مسئولو الحزب يوما ليجدوا لافتات الحزب وقد غادرت اماكنها إلي قاع ترعة الابراهيمية المجاورة للطريق الزراعي بالصعيد.
جري خلع الاخوان لكن بقيت مطباتهم.. واستمر التوظيف السياسي وان كان علي نحو عكسي فقد احتلت قضية إزالة المطبات من الطرق العامة قائمة مناقشات الاجتماع الأول لرؤساء أمانات الأحزاب في أسيوط مع المحافظ.. ووفقا لما صدر عن المجتمعين فإن استجابة محافظ اسيوط لنداء ممثلي الأحزاب والبدء في تنفيذ إزالة مطبات الطرق هو دليل قاطع علي رعاية أحزابنا السياسية لمصالح المواطنين والسهر علي تحقيق مطالبهم..!
صحيح انه واقع يعبر عن الافلاس.. لكن المطبات تحولت إلي "أسلوب حياة" وأضحي علينا التخلص ليس فقط من مطبات الطرق التي تعوق الحركة.. إنما من كل "ما" و"من" يضع العراقيل أمام المواطنين في سبيل ليس فقط راحتهم إنما رفاهيتهم وآمالهم وإبداعهم.. المطبات في حياتنا تتجاوز الطرق إلي القيم والأفكار.. وفي لوائح وقوانين يستغلها موظفون لأغراض ظاهرها يبدو شريفا أحيانا لكنها توقف "المراكب السايرة" لتعويم قيم خبيثة ومشروعات ملتوية أدت إلي ما وصلنا إليه من فساد وعشوائيات متفشية في الكثير من مناحي الحياة.. تكتم الأنفاس وتعوق التنمية.
التخلص من المطبات علي الطرق مع اهميته هو دور المحليات يستطيع أن يقوم به بضعة عمال إذا خلصت النوايا.. إنما المطبات الأخطر تتطلب إرادة سياسية وتحتاج إلي جهد حكومة ووعي مجتمعي واسع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف