المساء
سامى عبد الفتاح
ذهبية واحدة لله .. في ريو
خبطاتنا في الألعاب الأوليمبية. موجعة جدا. الواحدة تلو الأخري. وما كاد نفيق من واحدة. حتي تأتينا التالية. وكأن النوايا في بعثتنا لم تكن خالصة لمصر. فجاءت أغلب نتائج أبطالنا مخيبة للآمال حتي الآن ولا يشفع لها برونزيتا سارة سمير ومحمد إيهاب في رفع الأثقال.. فما كدنا نفرح لفوز منتخبنا لليد علي السويد "أبطال العالم" في مباراة كبري. وهو فوز مثير للهمم والعزائم. حتي سقط نفس الفريق أمام بولندا بصورة غريبة ومهينة. ثم كانت الضربة الثقيلة بخسارة بطلنا الشهابي في الوزن فوق الثقيل للجودو أمام اللاعب الإسرائيلي بسهولة غريبة أيضا لا تليق بقدرات الشهابي مما يؤكد أن بطلنا كان واقعا تحت ضغط نفسي رهيب منذ أن أوقعته القرعة مع هذا اللاعب الإسرائيلي. ولعب الإعلام لعبته الغشيمة بتناول الموضوع بطريقة أزهقت اللاعب نفسيا. وجعلته غير قادر علي الوقوف والتحدي عندما بدأت المواجهة فخسرها الشهابي دون أن يلعبها لأن إدارة بعثتنا تركته فريسة لمن هم لا يفقهون في الرياضة شيئا سوي الإبحار في المصائب والتفاهات. مثلما عاشوا وهالوا وجالوا في اللاعب الذي رفع العلم السعودي بجوار العلم المصري.. حتي اختفي هذا اللاعب مع العلمين معا. ولم يعد أحد يسمع عنه شيئا.. فهذا اللاعب لم يخطئ في شيء. كما أن الشهابي لم يرتكب جريمة وطنية. ان القرعة أوقعته مع لاعب إسرائيلي. وقد فعلها من قبل العديد من نجومنا وأبطالنا.. أذكر منهم علي سبيل التوقيت القريب. نجمنا محمد صلاح وزميله النني عندما كانا لاعبين في بازل السويسري. ومن قبلهما ميدو وبعض الفرق الفلسطينية.. والميثاق الأوليمبي الذي يخضع كل الرياضيين في كل العالم لا يعترف بالموانع في الجنسيات ولا اللون أو الدين. إلا أن الشهابي نال نصيبه وظلم ظلما بينا. بسبب الضغط اليومي الواقع عليه في البعثة وإعلامنا. وكأنه كان في معركة حربية. وليست رياضية.
وقصة الشهابي غطت علي فضيحة اللاعب المصري الذي تم استبعاده من الجودو لزيه المخالف وغير المطابق. وتلك مصيبة كبيرة لا يجب أن تمر دون محاسبة من الوزير ولجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب.. التي يجب عليها أيضا أن تتقصي الحقائق في قضية بطلنا إيهاب عبدالرحمن الذي تم إقصاؤه بسبب تهمة تعاطي المنشطات لأن السيناريو المطروح حتي الآن غير مريح ولا مقنع.. ولابد أن هناك أشياء خافية علي الناس. كما أن القضية تحمل في طياتها قضية أخري. وهي إهدار للمال العام الذي حصل عليه عبدالرحمن من الدولة للاستعداد والتدريب والتغذية والمعسكرات ومرتبات المدربين. ولابد أن يحاسب المسئول عن هذا الإهدار سواء كان إيهاب نفسه. ومعه الجهاز الفني والطبي واتحاد لعبته. أو كشف احتمالية وجود مؤامرة علي اللاعب من بعض مصريين أو من خارج مصر.. لأن الرياضة التي هي مثال النظافة والنزاهة لا تخلو من القاذورات أيضا.. ومن لا يؤمن بذلك عليه أن يسأل نفسه أين بلاتر وبلاتيني وأعوانهما المنتشرين حول العالم.. لابد أن تتحرك لجنة الشباب والرياضة بشجاعة لمحاسبة كل مسئول وراء هذه المصائب دون مجاملة أو طبطبة أو خداع للرأي العام.. حتي وإن حققت بعثتنا في ريو خلال الأيام المقبلة ما نتمناه من إنجازات وتكرار لرفع العلم المصري. ولا يقف الأمر عند إنجاز سارة وإيهاب.. بل أتمني عزف السلام الوطني المصري. ولو لمرة واحدة مع ذهبية واحدة مثل الكويت والإمارات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف