إنجيلپهذا الأحد من "لو 5: 72-93" وفيه نجد السيد المسيح يدعو ¢لاوي¢ العشّار كي ما يتبعه في كرازته ويُصبح له تلميذًا فصار القديس متي الرسول أحد الاثنَي عشر تلميذًا. والعشارون هم فئة كانت مكروهة لدي اليهود إذ يمثلون سلطة الرومان عليهم وما يَجْبونه من ضرائب كثيرة أثقلت كاهلهم. فقد كانت الدولة الرومانية تُوكِل إلي أحد الأثرياء ـ غالبًا من الرومان ـ حق جمع الضرائب والمكوث في المقاطعات الرومانية ليؤدي المبالغ المحددة إلي خِزانة المملكة العامة» ثم يقوم ذلك الثريّ بمنح أحد اليهود ذ-لك الحق الذي يقوم بدوره في مدينة ما بجمع الضرائب المفروضة علي الشعب. وكان كثيرًا ما يغالي العشارون في تقدير الضرائب لتحقيق مكاسب لهم» لذلك كان الشعب يعتبرهم خدام الدولة المستعمرة من أجل أنهم يحققون ثروات لأنفسهم. لذلك نجد القديس يوحنا المَعمَدان يُوْصي العشارين الذين أتَوا إليه يطلبون التوبة أن لا يأخذوا أكثر من الضرائب الموضوعة: وجاء عشارون أيضًا ليعتمدوا وسألوه: "يا معلم. ماذا نفعل؟". فأجاب: "لا تستوفوا أكثر مما فُرض لكم" "لو 3: 21-31".
ومن هذا اللقاء نجد أن:
* السيد المسيح يهتم بكل نفس بشرية وبخلاصها. وإن كانت غارقة في الخطايا والآثام. أو كانت مرفوضة ومرذولة من الناس. فهو يتقدم معلنًا أن باب التوبة والغفران هو للجميع. إنه يُدرِك أن تلك النفوس هي التي تحتاجه بحق: ¢لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي. لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلي التوبة.¢.
* لم يكُن اهتمام السيد المسيح بشخص ¢لاوي¢ فقط من أجل خلاص نفسه بل قد صار هذا العشّار تلميذًا له وتبِعه: ¢وبعد هذا خرج فنظر عشارًا اسمه لاوي جالسًا عند مكان الجباية فقال له: "اتبعني" فالسيد المسيح يري جمال النفس الإنسانية التائبة وقدراتها علي الخدمة. علي الرغم من رؤية البشر لها وحكمهم عليها. ولذ-لك يفتح لها أبواب التوبة والخدمة.
* اهتم ¢لاوي¢ العشار بكلمات السيد المسيح ¢فترك كل شيء وقام وتبِعه¢» إنها التوبة الحقيقية: أن يترك الإنسان كل شر. ويتجه بقلب صادق وعزم شديد من أجل حياة جديدة صالحة. لقد ترك ¢لاوي¢ وظيفته التي تُدِر عليه ربحًا كبيرًا. وترك أمواله. وترك كل ما لديه ليتبع السيد المسيح في الطريق الضيّق المؤدي إلي الحياة الأبدية: ¢وذهبَ بي بالروح إلي جبل عظيم عالي وأراني المدينة العظيمة أورُشليم المقدَّسة نازلةً من السماء من عند الله. لها مجد الله ولمعانها شِبه أكرم حجر كحجر يَشْب بَِلُّوريّ وسور المدينة كان له اثنا عشَر أساسًا وعليها أسماء رسل الخروف الاثنَيْ عشَر" "رؤ 12: 01-21 و41".