النسيان أو "التوهان" نعمتان يحتاجهما الانسان ولايمكن الاستغناء عنهما خاصة في مقدرات ربانية كالموت مثلا ولكن استخدامهما بقصد أو بغير قصد في الصناعة والاستثمار يعد فسادا وحدث هذا ومازال يحدث في شركات ومصانع قطاع الاعمال العام حيث "يتناسي" المسئول دائما ماهية وجود ادارة للبحث والتطوير والتحكم بالجودة بأي منشأة انتاجية وهي الخطوة الاولي والاساسية للحفاظ علي الصناعة.
والخطوة الثانية التي "تاهت" عن بال كل مدراء ملف المصانع تنفيذ روشتة علاج لاصلاح ما أفسده سلفاؤهم السابقون للحفاظ علي هوية الشركات الوطنية تبدأ بالعمل علي تقليل حوادث العمل والمحافظة علي جودة المنتج بتقليل الهالك خلال عمليات الانتاج والحفاظ علي مخزون المواد الأولية وقطع الغيار وسلامة الآلات الإنتاجية وايجاد بيئة عمل نظيفة ومنظمة للاقلال من فاقد وقت وقيمة العمل وتقليل تكاليف الإنتاج مما يؤدي لزيادة الأرباح ورفع كفاءة المنتج المحلي والمنافسة في الاسواق العالمية.
وأعتقد أن تطويرعدد 8 شركات قابضة يتبعها 125 شركة بالمنظومة التي ذكرناها ليس صعباً وقد يحتاج لمشقة ومدير وطني يتحرك ويسعي ويفعل المادة 23 بقانون قطاع الاعمال العام رقم 203 والتي تمنح العضو المنتدب حرية ادارة محفظته المالية ولايتجمل بتصريحات التطوير ويهمل أبسط مشكلة مصانع القطاع وهي فواتير الطاقة المحملة بأعباء لاعلاقة لها بالغاز ولاالكهرباء.
كما انني أجزم أن الفكر التقليدي بطرح حصص من الشركات العامة للاكتتاب العام بحجة تنمية الاستثمارات وسد عجز الموازنة والمطروح من جانب "الثلاثية" الاعمال العام والاستثمار والمالية هو من أضاع الصناعة من قبل وها هو يعود بقناع آخر وكأن الاستثمار يكمن في ذلك فقط وليس في ابداع طرق حديثة لجذب الاستثمارات من خلال استغلال ثرواتنا الثقافية والمعدنية والدينية والسياحية.
عن فقدان الترابط بين مسئولي الوزارات والهيئات والمحافظات يعد سببا في ضياع هيبة الاستثمار رغم أن تكنولوجيا المعلومات وفرت البعد الفكري والمسافي.. ثم أين منظومة الشباك الاوحد.. ثم الم تعلم الاستثمار أن 60% من اقتصاد الصين و80% من اقتصاد الاتحاد الاوروبي يقوم علي منظومة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر.
فيا أيها المدراء أستحلفكم بروح شهدائنا من رجال الجيش والشرطة أن تتفانوا في حب "مصر العفيفة" التي تطالبكم بأن تؤدوا الامانة وتسألكم.. كفاية التفكير في نصف الكوب الفارغ فبحر الاستثمار أعماقه أكبر من أفكارعفي عليها الزمن.
عن الملف الاقتصادي يحتاج لجراح ماهر ولايشترط أن يكون أكاديميا أو صاحب شهادة من جامعة غربية سيرته الذاتية مدونة بالانجليزية.. واسألوا جهاز المشروعات الوطنية التابع للقوات المسلحةپالذي نجح في تحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي من الاحتياجات الرئيسية للقوات المسلحة لتخفيف أعباء تدبيرها عن كاهل الدولة مع طرح فائض الطاقات الإنتاجية بالسوق المحلي.. والمهندس ابراهيم محلب عن الموقع الرفيع لشركة المقاولون العرب عالمياً.