أيها السادة حان وقت المعركة.. أشهروا سيوفكم الخشبية.. تحصنوا في خنادق مواقع التواصل الاجتماعي.. أطلقوا قذائفكم الافتراضية.. ارجموا كل المسئولين من أصغرهم إلي أكبرهم.. هي فرصة لإثبات بطولاتكم الزائفة.. ومناسبة إظهار مهاراتكم الحنجورية.. ولكن أرجوكم لا تذكروا اسم الوطن مثخناً بالجراح ولن يلتفت إلي معركة مشتعلة مثل معركة الجودو.
منذ أوقعت القرعة لاعب الجودو المصري في مواجهة لاعب إسرائيلي بدأت المعركة الافتراضية واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي.. الناس في الشارع يتحدثون عن ارتفاع أسعار الكهرباء.. ولغز الدولار.. ومعركة سرقة الصوامع وعودة المصريين المختطفين من ليبيا وأنتم يا أصحاب السيوف الخشبية بدأتم معركة المقاطعة حتي تعود فلسطين!!
اللاعب المصري نزل المباراة مهزوما منذ البداية فهو لا يفكر في الفوز وإنما كيف يخرج من هذه "الورطة" فكانت النتيجة هزيمة متوقعة ثم تصرف أحمق برفض مصافحة الخصم وهكذا فاز اللاعب الإسرائيلي مرتين.. مرة بالمباراة والأخري بتعاطف العالم معه وإظهار العرب والمسلمين بصورة الهمج والمتطرفين.
بدأت الجولة الثانية لأصحاب الأصوات "الحنجورية".. تسمع اتهامات وتفسيرات مثيرة للعجب والاستعجاب.
السيسي أمره أن يلعب وأن ينهزم.. انقلاب علي الريس لأن الجبهة المعارضة أمرت اللاعب ألا يصافح الإسرائيلي.. اللاعب إخواني ويريد إحراج الحكومة المصرية.
معركة مفتعلة من الألف إلي الياء.. لأنها مجرد مباراة رياضية.. فيها منتصر ومهزوم.. أما المعركة الحقيقية كيف يستطيع الناس مواجهة ارتفاع الأسعار.. كيف سيدبرون مصاريف العيد ومصروفات المدارس ومستلزمات الحياة.
نحن شعب مطحون فإذا كنتم تريدون افتعال معركة افعلوا ما تشاءون ولكن لا تذكروا اسم الوطن لأنه مثخن بمعركة البحث عن حياة آدمية.