محمد جبريل
ع البحري .. قناة الرياضة .. والألعاب الصامتة
أعادت القناة الرياضية المصرية إلي الأذهان فترة السينما الصامتة. فخسرت معظم جمهورها.
سعدنا بنبأ تعاقد التليفزيون المصري لتقديم ألعاب دورة ريو دي جانيرو. حدث عالمي. يتكرر كل أربعة أعوام. يلتقي فيه النجوم من كل الألعاب. يتنافسون علي الميداليات. ويسعون إلي تحطيم الأرقام القياسية. ويضعون الرياضة في إطارها الصحيح كوسيلة لتقوية الجسد والنفس وتأكيد البعد الإنساني.
لأن قنواتنا الرياضية تحرص علي حشد مجموعة من المذيعين والمراسلين والمحللين والنقاد في مباريات كرة القدم. بصرف النظر عن قيمتها. فقد توقعنا من القناة الرياضية المصرية التي احتكرت تقديم مباريات دورة ريو دي جانيرو أن توفر الحشد نفسه. أو بعضه. للتعليق علي ألعاب الدورة.
من الصعب علي المشاهد ان يتابع مباريات لعبة ما. دون ان يكون ملماً بقوانينها. لا يقتصر الأمر علي المشاهد العادي الذي تعنيه المتعة. ثمة التعرف إلي قواعد اللعبة. بما قد يضيف أعداداً من الذين تستهويهم اللعبة فيقبلون علي متابعة مبارياتها.
فرضت القناة الخرس علي الدورة الأولمبية. تكتفي بعرض نماذج من عروض كل لعبة. لا تنطقها إلا عندما يشارك لاعب أو فريق مصري في العرض. فهي تستدعي معلقاً يحاول التعليق حتي ينتهي العرض. ويعود الصمت.
مللت العروض الخالية من المعني. أدرت المؤشر إلي قناة خليجية. تعرفت إلي معني الخدمة في قناة رياضية. تستطيع ان تشاهد نماذج من عروض الكثير من الألعاب. يتبعها التركيز علي لعبة واحدة. وفي كل الأحوال فإن معلقاً متخصصاً يتابع. ويعلق. ويقرب إلي فهمك ونفسك لعبة ما ربما لم تكن تعرفها.
انصرف غالبية المشاهدين - بالطبع - إلي مشاهدة العروض في القنوات الفضائية الأخري. وظللت القناة الفضائية بصمتها الغريب. مجرد صور تفتقد الترابط. تذكرنا بالبروجكتور الذي يترك له فهم ما تراه. وتشرحه لنفسك!
البث التليفزيوني يظل ناقصاً ما لم تصحبه خدمات حقيقية تجعل من المواد التي يقدمها حصيلة معرفية. وفائدة. ومتعة في الوقت نفسه.
ماذا يسمي هذا الذي يحدث في قناتنا الرياضية الفضائية.. هل هو تقتير. فلماذا حرصتم علي احتكار حقوق البث؟ هل هو لا مبالاة؟ استهتار؟
أياً تكن التسمية. فإن المساءلة واجبة. سادة التليفزيون لا يمثلون أنفسهم. لكنهم تعبير عن الإعلام المصري في كل العالم.
هذا هو - ببساطة - معني القنوات الفضائية.