محمد جبريل
عبدالله صالح.. ومشكلة اليمن
مع تعدد الاتهامات- في اجتماعات الكويت- بين الوفد الحكومي ووفد الحوثيين. فإن الشخصية التي تقف وراء كل التطورات السلبية. تبعد- حتي الآن- عن موضع الاتهام المباشر. رغم دورها الفاعل منذ ما قبل الثورة في 2011 وحتي الآن.
خرج ملايين اليمنيين ضد حكم علي عبدالله صالح. شارك في المظاهرات والاعتصامات كل أطياف المجتمع اليمني. بمن فيهم جماعة الحوثيين. وحين أرغم صالح علي الاستقالة. فقد كان قرار التنحي بإرادة الشعب اليمني التي قاربت الاجماع. لكن الطبيعة المخادعة لعبدالله صالح تطلعت إلي ما وراء توقيع قرار الاعتزال. والموافقة علي أن يتولي منصور هادي مسئولية الحكم. تصور صالح في تهدئة الثورة فرصة لاسترداد الانفاس. والبحث عن وسائل جديدة يعود بها إلي قيادة البلاد. ووجد- بالفعل- في الحوثين ضالته المنشودة. أغراهم بالمشاركة في السلطة الغائبة. وعاد السلاح إلي شوارع المدن اليمنية. سعياً من الرئيس المخلوع للعودة إلي منصبه. ومن الحوثيين للمشاركة في حكم اليمن.
اللافت أن تولي منصور هادي رئاسة البلاد جاء بترشيح كل القوي الوطنية. بمن فيهم الحوثيون. وبموافقة منتزعة من عبدالله صالح. لكن تغليب المصلحة الشخصية فرض علي الشعب اليمني واقعاً جديداً قوامه لإرهاب والقتل والتدمير. حتي الفصائل المتأسلمة مثل القاعدة وداعش. وجدت في النيران المشتعلة ما يغري بسكب المزيد من الوقود. وبالاضافة إلي الملايين الذين عانوا المذابح والدمار والنفي والتشريد. فقد قوضت ملامح مهمة من أقدم الحضارات وأجملها.
حين خرج اليمنيون ضد نظام صالح. فلأنه كان قد جعل الحياة مستحيلة في مستنقعات متداخلة من الفساد وسوء الادارة وسلب المواطنين أبسط مقومات الحياة. بل ان عائدات المؤتمر الذي شهدته العاصمة البريطانية للمانحين- منذ سنوات قليلة- أضيفت إلي حسابات الرئيس السابق في بنوك الغرب.. تحول "اليمن السعيد" علي أيدي صالح وأسرته وأعوانه إلي مزرعة يمتلك كل ما فيها حتي البشر. ورغم ظهور البترول كثروة وليدة تتيح لليمن مكانة اقتصادية فقد ظل الوضع الاقتصادي علي سوئه. لأن الموارد تحولت إلي خزائن صالح. ولما أعطت الكويت مهلة للمتفاوضين للتوصل إلي حل. أوعز صالح إلي رفاقه الحوثيين بإعلان تشكيل مجلس أعلي لإدارة البلاد. بما يعني إعادة الاوضاع إلي نقطة الصفر.
الحل السلمي ليس وارداً في مخططات الرئيس المخلوع. ما يحرص عليه ان تظل النيران مشتعلة حتي لو احترق كل شئ السلطة هي الهدف الذي يدبر المؤامرات لبلوغه حتي لو كان علي حساب الملايين من الفقراء الذين لم ينقذهم التدخل العربي. ولا أفلحت المساعدات الدولية في تلبية احتياجاتهم.
لا حل لمأساة اليمن في وجود علي عبدالله صالح داخل البلاد.