سامى عبد الفتاح
الإدارة الغائبة في الأهلي .. ومارتن يول
اسمحوا لي أن أكرر كلاما سبق أن كتبته في مسألة تذبذب فريق الكرة بالأهلي.. ربما حقا هو بطل الدوري ولكن باجماع الآراء ليس بالفريق الذي يعرف بشخصية البطل.. والمشكلة ليست في مارتن يول ولا غيره ولكن في غياب الإدارة القوية الداعمة للمدير الفني ضد الانفلات داخل الفريق وضد نوازع وغرائب المدير الفني والمحاسبة الدورية المستمرة وضد مؤامرات بعض النجوم وعناصر من الجهاز المعاون.. وأعيد وأكرر أن نجاح التجربة الرائعة للبرتغالي مانويل جوزيه كان في قوة الإدارة الداعمة له طوال السنوات التي أمضاها مع الأهلي منذ اليوم الأول في المرة الثانية التي جاء فيها للأهلي لأن نفس الرجل فشل في المرة الأولي لأن الإدارة لم تكن معه وتعمل ضده بقيادة رئيس الأهلي الحالي وعلاء عبدالصادق واللذين وقعا مع بعضهما فيما بعد.
الإدارة الناجحة هي سر البطولات فالمدرب ليس ساحرا حتي يأتي ببطولات من الهواء دون أن تكون في ظهره إدارة فاهمة تدعم الفريق بأحسن اللاعبين وتراقب عمل المدرب وقبل هذا وذاك تكون فاهمة وواعية لما يقدمه المدرب لأن أغلب المدربين لهم شطحات مثل مخرجي السينما ويحدد لشطحاته مائة مبرر والغريب حقا ان إدارة الأهلي الحالية لم تدعم وتساند سوي المدرب الإسباني غير المأسوف عليه جاريدو حتي رحل بأمر جماهير الأهلي أما البرتغالي بيسيرو فقد طفش بعد قصة احتجاز أتوبيس اللاعبين قبل مباراة سموحة ليكشف ضعف وهوان الإدارة أمام بتوع الألتراس والذين ظهر منهم أحد هؤلاء المهاويس في مباراة الأهلي وزيسكو الأخيرة وتحرش لفظيا بمارتن يول ثم سوق زملاؤه المهاويس بأن يول اعتدي علي أحد المشجعين.. أما الشيء الأغرب فتلك الهجمة من مجموعة المدربين العاطلين الذين نزلوا في الهولندي تقطيعا مع العشم الشديد أن يشفع لهم هذا التقطيع في خلافته ونيل رضا الأعضاء الخمسة في مجلس الأهلي المعين.. ورغم ان الإدارة أصدرت بيانا فوريا عقب خسارة الأهلي نهائي كأس مصر أمام الزمالك أكدت فيه تمسكها بمارتن يول مديرا فنيا وأن الرجل يطور منظومة الكرة في الأهلي.. فقد التزمت نفس الإدارة الصمت التام بعد التعادل المخزي مع زيسكو والخروج من بطولة إفريقيا مما يؤكد ضعفها واضطراب فكرها أو غيابه بالأصل فهي إدارة انفعالية ليس لديها ما تقوله للناس حتي تفسر ما يحدث وتكشف عن دوافعها.
ومع احتمالية رحيل يول لأن الجمهور عايز كده وقدوم مدرب آخر فان هذا الآخر سيواجه نفس مصير بيسيرو ويول لأن الإدارة ستبقي علي نفس حالة الانغلاق وتصور ان الجميع يتآمر علي الخمسة الباقين في المجلس المعين وسوف يستمر الفريق واقعا تحت سيطرة كبار نجومه الذين هم - للأسف - نقطة ضعفه المكشوفة أمام الجميع والذي لم يعترف بها مارتن يول إلا مؤخرا لأن الآخرين سكتوا عليه كثيرا أما الجهاز المعاون فكل من فيه يبحث عن لقمة العيش وعدم اغضاب الخواجة.. لذلك أدعو سيد عبدالحفيظ أن يكون شجاعا كعادته ويواجه الإعلام بكل مشاكل الفريق حتي لو كلفه ذلك موقعه وعمله.