اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة .. عن زويل و التطبيع !
فى عدد «المصرى اليوم» الذى صدر الثلاثاء الماضى (9/8) وفى عاموده المتميز «على فين» وتحت عنوان «زويل و التطبيع» أورد الأستاذ محمد أمين رسالة وصلته من د. يحيى نور الدين طراف الاستاذ بطب القاهرة، يدين فيها علاقة أحمد زويل بإسرائيل التى منحته أحد أكبر جوائزها العلمية فى عام 1993. وقد اتصلت بالدكتور طراف أستوضح موقفه، فأرسل لى مشكورا الرسالة التالية: «الاستاذ...سعدت بالحوار معك .... والحقيقة أنا لا أستنكر ذهاب زويل إلى إسرائيل كما بدا من ظاهر قولى.. بقدر ما أردت استنكار قبول المجتمع المدنى المصرى من زويل تعاونه الوثيق مع إسرائيل أو تغاضيه عنه، فى الوقت الذى يرفض فيه أن يحذو حذو زويل اى مواطن مصرى آخر، فيسلط على رقبته لو اتى أدنى من معشار معشار ما أتاه زويل, سيف تهمة التطبيع.النائب توفيق عكاشة استضاف السفير الإسرائيلى فى بيته لا أكثر، فكان جزاؤه الطرد من البرلمان، و من قبله قوطع الكاتب على سالم لقيامه بزيارة إسرائيل، حتى مات بهمه وحسرته، ولو عددنا الحكايات بهذا الشأن فلن نحصيها. لا يجوز للمجتمع المدنى المصرى ان يكيل الامور بمكيالين، فيقبل ما يسمى تطبيعا مع إسرائيل من زويل او غيره، وينكره على الآخرين، إلا ان يكون لهذا المجتمع من قلبين فى جوفه، اما عن رأيى فى العلاقات مع إسرائيل فإنه من أجل مصلحة مصر العليا كما حدثتك، فلا بد لمصر من أن تمضى فى هذه العلاقة قدما، و التى احب ان اطلق عليها اسما آخر هو «مواجهة إسرائيل فى السلام» بدلا من كلمة التطبيع التى تثير الحساسية لدى البعض. وارى ان هذه المواجهه السلمية هى الجهاد الاكبر الذى يتحتم علينا اليوم خوضه، إذا ما اعتبرنا ان مواجهة أسرائيل فى الحرب هى الجهاد الاصغر، فإقامة علاقات سياسية واقتصادية اليوم مع إسرائيل تحتاج منا قدرة وشجاعة وإقداما وثقة بالنفس، تفوق ما كنا نحتاج لحربها بالأمس، وهذا برأيى هو المانع الفعلى دون ذلك. إن مصر تتخلى بمحض إرادتها عن زعامتها وقوتها الإقليمية والدولية حين تمارس علاقات بالغة الفتور مع دولة إقليمية كبرى مثل إسرائيل تقع فى جوارها الادنى، وحين تقاطع دولة إقليمية كبرى اخرى مثل إيران (وهذا حديث آخر)، وكل ذلك لا لشىء إلا لأنه «ما يطلبه المستمعون»! فى داخل وخارج مصر.