مكرم محمد احمد
نقطة نور .. ماذا بعد تحرير الموصل!؟
ما ان تنتهى موجة الحر الشديدة التى تضرب المنطقة العربية وتبلغ ذروتها فى الكويت والعراق حتى تبدأ عملية تحرير مدينة الموصل، آخر قلاع داعش فى العراق التى اعلن من فوق منبر جامعها أبوبكر البغدادى نفسه خليفة للمسلمين!، حيث تحتشد الان قوات الجيش العراقى والبشرمجة الكردية والميليشيات الشيعية المسماة بالحشد الشعبى وبعض مقاتلى العشائرالعربية إضافة إلى عدد من المستشارين العسكريين الامريكيين الذين يعملون على مدافع الهاوزر البعيدة المدى وطائرات الاباتشي، انتظارا لموعد المعركة التى تقودها القوات العراقية ويتوقع الجميع ان تبدأ فى اكتوبر القادم.
ولا يختلف احد على ان هزيمة داعش فى الموصل يكاد يكون امرا مؤكدا بعد الهزائم المتتابعة التى أصابت داعش اخيرا واجبرتها على هجرة معظم مواقعها فى العراق، لكن الجميع يتوجسون خوفا من المخاطر الضخمة التى يمكن ان تسفر عنها عملية تحرير الموصل، خاصة ان الاطراف المشاركة فى عملية التحرير لا تتوافق على اوضاع المستقبل فى المنطقة، وتختلف على نحو جذرى فى قضايا تقسيم السلطة والثروة والارض والنفط، ويطمح كل منها إلى ان تنتهى عملية تحرير الموصل بتعزيز مواقفه ولوعلى حساب الآخرين!، فالبشمرجة الكردية تصر على ان الاراضى التى تمكنت من تحريرها شمال العراق بعد انسحاب قوات الجيش هى جزء من كردستان العراق رسمت دماء الشهداء حدودها، واكثر ما يقلقها الدور الذى يمكن ان تلعبه المليشيات الشيعية المعروفة باسم قوات الحشد الشعبى التى يعتبرها الاكراد قوات متوحشة لاتعرف للحرب قواعد او اصولا وتأتمر بامر طهران. وبينما تؤكد قوات الجيش العراقى سيطرتها على الموقف وقدرتها على التحكم فى مجريات الامور اثناء المعركة وبعدها، يبدى الجميع قلقا شديدا من مشاركة قوات الحشد الشعبى التى يمكن ان تتورط فى عمليات انتقام واسعة تفسد الصورة بأكلمها!، كما يبدى المستشارون العسكريون الامريكيون الذين يحتشدون الان فى صفوف المعركة الاولى استعدادا للتنسيق بين كافة هذه القوى التى ينبغى ان تتوافق سلما على ضرورة حل مشكلاتها بالتفاوض لان الجميع سئم الحرب ويأمل فى عودة الامن والاستقرار، كما ان الموصل ينبغى ان تكون بداية لعراق جديد تتكافأ فيه كل حقوق الشيعة والسنة والاكراد احتراما لحقوق المواطنة لانه ما من طريق آخر يمكن ان يحافظ على وحدة الدولة والتراب العراقى.