الأخبار
حمدى الكنيسى
يا ريس: إنه ثمن غياب »وزير الإعلام«
هذا ومن الطبيعي أنه لو كان (وزير الإعلام) موجوداً وأشرف علي ذلك البيان كان سيوصي بأن تتحرك به الماكينة الإعلامية إلي الخارج فوراً ومعها طبعاً (الفيديوهات) التي توضح وتجسد تلك الجريمة وغيرها

بلا مبرر دستوري أو منطقي سقط فجأة من التشكيل الحكومي »السابق والحالي»‬ منصب »‬وزير الإعلام»، وقد خيل لمن اتخذوا ذلك القرار أنه يمكن أن يكون علي هوي وبترحيب من اختلفوا بشكل أو بآخر مع وزراء إعلام سابقين، لكن الواقع سرعان ما صدمنا وكشف لنا الثمن الباهظ لغياب »‬وزير الإعلام» والذي تؤكد الأحداث والأيام أنه لا بديل عن تواجده شريطة أن يكون برؤية أخري وفكرٍ آخر يتمشي مع التطورات المتسارعة المعقدة، ويواجه المؤامرات والمخططات الداخلية والخارجية النشيطة والمتحفزة، فلا يكون الوزير الذي يمارس الهيمنة والسيطرة علي اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولا الوزير الذي يصدر القرارات والإجراءات ويمارس الضغوط غير المقبولة علي وسائل الإعلام. إن هذا الوزير يكون أقرب إلي طبيعة عمل »‬وزير الإرشاد» بمعني أنه يستثمر مكانته وثقافته وتاريخه الإعلامي في إرساء العلاقات الجيدة مع كل من يمارسون النشاط الإعلامي خاصة في المواقع المؤثرة، حتي تكون آراؤه وأفكاره ونصائحه أبعد ما تكون عن التعليمات والتوجيهات التي تثير الحساسية والمواقف العكسية، كما أنه يضع خطة الرئاسة والحكومة في أسلوب الإعلام عن القرارات والإجراءات علي مستويين:
١-التمهيد
٢-»التوضيح والتبرير»، وذلك كمنهج مضاد مسبقاً، لما يستغله المتربصون في تشويه القرارات والمواقف لإثارة المعارضة الهوجاء والإساءة أخيراً إلي النظام مهما كانت شفافيته وتفانيه لصالح الدولة، ولعل ما حدث عقب الإعلان عن موقف »‬جزيرتي صنافير وتيران»، وكذا ما يتصل بزيارة سامح شكري وزير الخارجية لإسرائيل، إلي جانب حكاية »‬الدولار» وارتفاع الأسعار خير دليل علي أننا دفعنا وندفع ثمنا غاليا لغياب وزير الإعلام.
وبالرغم من أن الأمثلة الكثيرة تؤكد هذه الحقيقة المريرة إلا أنني أكتفي - التزاما للمساحة المحددة لمقالي - بأن أتوقف امام أحدث التطورات:-
فجأة ومنذ أيام قلائل دوت رصاصات الغدر الإخوانية صوب فضيلة الشيخ العالم مفتي الجمهورية السابق علي جمعة بهدف اغتياله والتخلص من مواقفه وآرائه التي تكشف دوماً زيف وخطورة فكر الجماعة إياها ومن ساروا في دربها أو خرجوا علناً من رحمها، حتي صارت خصومته معهم علي رءوس الأشهاد ولدرجة أنه صاحب عبارة (الخوارج وكلاب النار) في وصفه لأنصار الجماعة وحلفائهم ممن يرفعون السلاح ضد الدولة والنظام الذي أطاح بالحكم الفاشي، وإذا كان المولي سبحانه وتعالي قد نجاه فإننا اكتفينا كعادتنا بالتحدث إلي أنفسنا، بينما لو كان وزير الإعلام حاضراً لأطلق في صياغة (بيان) بجوانب وأبعاد الجريمة وذلك باللغات العالمية المختلفة متضمناً أبرز حوادث مسلسل الاغتيالات لرجال الدين والعلم والقانون أمثال الشيخ الدكتور محمد الذهبي، والنائب العام هشام بركات والدكتور فرج فودة، وغيرهم كما يتضمن البيان المفترض اعترافات من حوكموا واعترفوا بجرائمهم إلي جانب ما تصدره (اللجان النوعية) المنبثقة مباشرة عن الجماعة والتي تصدر بياناتها عبر مواقع أو (منصات) التواصل الاجتماعي متباهية بما ترتكبه من جرائم، وهذا ما فعلته (حركة حسم) احدي لجان جماعة المقاومة الشعبية عقب محاولتها الإجرامية لاغتيال الشيخ (علي جمعة) حيث سارعت إلي الإعلام بأنها صاحبة المحاولة وسوف تكررها للقضاء عليه.
هذا ومن الطبيعي أنه لو كان (وزير الإعلام) موجوداً وأشرف علي ذلك البيان كان سيوصي بأن تتحرك به الماكينة الإعلامية إلي الخارج فوراً ومعها طبعاً (الفيديوهات) التي توضح وتجسد تلك الجريمة وغيرها وتكشف بالتالي: لماذا (الإخوان جماعة إرهابية)، كما أن الوزير لن يفوته التنسيق مع وزير الخارجية ليتبني السفراء الرؤية الإعلامية المؤثرة في مؤتمرات صحفية عاجلة بالتنسيق مع المكاتب الإعلامية، إلي جانب التعاقد مع شركات العلاقات الدولية التي تحرك الإعلام في أي دولة في المسار الذي يحدده التعاقد (و هذا ما يفعله التنظيم الدولي)
وإذا كانت الحكمة الإنجليزية تقول (اطرق الحديد وهو ساخن) فأنها تدعونا للتحرك السريع استثماراً وتوضيحاً لأبعاد (الحادث الساخن) وهذا للأسف ما فاتنا في التعامل مع ما حدث لفضيلة الشيخ علي جمعة، وما حدث قبله بأيام من جريمة خطيرة وقعت علي محور ٢٦ يوليه وأصيب فيها أكثر من عشرة أشخاص إصابات خطيرة، كذلك ما دار في إطار الحرب الباردة العلنية ضد مصر بما نشرته (الإكونوميست) عما تزعمه من خراب مصر وضرورة التخلص من الرئيس السيسي الذي لن يغفروا له موقفه الوطني الرائع إلي جانب الشعب في (ثورة يونيه) وإنجازاته الكبري التي استعادت مصر بها توازن علاقاتها الخارجية لتمتلك إرادتها، إلي جانب المشروعات التي تفتح الطريق رحباً إلي التقدم الصناعي والاجتماعي والعسكري بصورة تقلقهم لأنها تذكرهم بما حققه عبد الناصر، ولذلك فإنهم يستمتعون في محاولة إثارة اليأس والإحباط التي وصفها الرئيس بخطة (الإنجاز والتشكيك) امتداداً للخطط السابقة.
أخيراً بسبب غياب (وزير الإعلام) غاب صوتنا في تلك المواقف وما سبقها مما أتاح الفرصة مثلا للحكومة البريطانية كي تعلن عن توجهها لقبول لجوء (قيادات الإخوان) وحمايتهم وهذه قضية كانت ومازالت تحتاج التعامل المختلف الذي أوضحنا بعض جوانبه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف