الجمهورية
مصطفى هدهود
لماذا لا نفرح.. ولماذا لا نسعد؟
دار في ذهني تعبير لماذا لا نفرح؟ ولماذا لا نسعد؟ ولماذا لا نري ان المستقبل أفضل؟ أثناء دخولي محطة مترو كلية البنات الساعة السابعة صباح الأربعاء الماضي للتوجه إلي محطة سكك حديد القاهرة مستخدماً مترو الأنفاق ومشاهدتي تحرك شباب وبنات ورجال وسيدات بحيوية وابتسامة وأناقة نحو المترو ورؤيتي مناظر جميلة ونظيفة جداً داخل المحطة وسلالم كهربائية متحركة وأرصفة نظيفة وجميلة معمارياً وقدوم قطار متحرك بصوت جميل أسفل شوارع القاهرة ودخولي إحدي مركبات القطار المكيفة النظيفة وذات الكراسي الراقية وملاحظتي ان كل الموجودين من البنات والنساء واكتشافي ان المترو يحتوي علي عربتين للسيدات فقط وتنقلي إلي عربة أخري أثناء التوقف بمحطة العباسية ثم نزولي إلي محطة العتبة لاستخدام المترو الآخر للتوجه إلي محطة سكك حديد القاهرة ومشاهدتي آلاف المصريين متحركين بنشاط وحوية علي السلالم الكهربائية صعوداً وهبوطاً وبعد وصولي لمحطة الشهداء وركوبي القطار المتوجه إلي دمنهور ومشاهدتي عربات قطار نظيفة وجميلة ورجال وسيدات مستخدمين القطار وعلي وجوههم ابتسامة وأمل وعند استخدامي للحمام فوجئت بحمام نظيف وبه مناديل ورقية وصابون ومشاهدتي لعمال يقومون بكنس وغسل أرضيات عربات القطار وزجاج الأبواب بالمنظفات مستخدمين أدوات جديدة ونظيفة ومرتدين ملابس جديدة وخاصة بهم ورؤيتي لأرصفة نظيفة ولا يوجد عليها ورق أو أعقاب سجاير بها كراسي نظيفة وسليمة.
وهنا دار في ذهني لماذا لا نفرح نحن المصريين بما لدينا من إمكانيات وخدمات؟ لماذا لا نسعد بما أعطانا الله سبحانه وتعالي؟ لماذا لا نفرح بمشروع كبير مثل مترو الأنفاق الذي يربط معظم أحياء القاهرة والجيزة باستثمارات تعدت عشرات المليارات من الدولارات منذ عهد الزعيم الراحل السادات وحتي الآن والمجهودات التي يتم تنفيذها حالياً لامتداد الخطين الثاني والثالث في اتجاه الجيزة وامبابة ومصر الجديدة والسلام ومدينة نصر وحتي المطار وأؤكد لكل مصري بأن مشروع مترو الأنفاق يعتبر من أجمل وأنظف وأعظم مشروعات مترو الأنفاق علي مستوي العالم. ثم لماذا لا نسعد ونحن نتحرك من الخانكة إلي حلوان بجنيه واحد فقط؟ لماذا لا نسعد ونحن نتحرك من شمال القاهرة إلي جنوبها ومن غربها إلي شرقها في دقائق معدودات بدلاً من عدة ساعات شقاء مستخدمين شوارع القاهرة؟ لماذا لا نسعد والدولة تعمل حالياً لتحويل عربات المترو بالخطين الأول والثاني لعربات مكيفة بالإضافة إلي أن الخط الثالث كله مكيف وجميل؟ لماذا لا نفرح ونحن نستخدم عربات مترو منتجة محلياً داخل شركات الهيئة العربية للتصنيع ومعتمداً علي عشرات المصانع المدنية والحربية الأخري؟ ونحن نري حدوث تطور مستمر في منظومة هيئة سكك حديد مصر بالنسبة لتطوير وتجميل محطات سكك حديد مصر والمزلقانات وإنشاء الأسوار لفصل التجمعات السكنية عن خطوط السكك الحديدية؟ لماذا لا نسعد ونحن نري الدولة مهتمة بأرواح وراحة الشعب المصري؟ لماذا لا نسعد ونحن نري اهتمام وزارة النقل وهيئة سكك حديد مصر وشركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة بنظافة وتجميل محطات السكك الحديدية من خلال تشغيل 9000 عامل وعاملة بمرتبات شهرية تصل لحوالي "10" ملايين جنيه مصري.
وفكرت أيضاً لماذا لا نسعد ونري ان المستقبل سيكون أفضل حينما نشاهد مجهودات الشركات المصرية وهي تقوم بإنشاء مئات الطرق العالمية داخل صحراء مصر الشرقية والغربية لراحة المواطنين ولماذا لا نفرح ونحن نري أولادنا المهندسين وهم يقومون بإنشاء الأنفاق العملاقة أسفل قناة السويس وإنتاج الأجزاء الخرسانية اللازمة لأجسام هذه الأنفاق؟ لماذا لا نسعد ونحن نري الدولة وهي تسابق الزمن لزيادة وتعميق الانتاج الصناعي والزراعي والحيواني والسمكي.
وعلي النقيض من كل هذه الإيجابيات المبشرة بالخير نري عدم قدرة الشعب المصري علي أن يفرح ويسعد عندما يري سفه نسبة قليلة من المجتمع المصري أثناء قضاء ثلاثة شهور كل عام في منتجعات سياحية شاطئية والانفاق والبذخ في تنفيذ الحفلات والسهرات الليلية وشرب المخدرات والشيشة والسجائر والمشروبات الكحولية والخمور والاسراف الجنسي وعدم احترام الدين وعدم احترام شعور معظم الشعب المصري الذي لا يستطيع السفر لقضاء اسبوع واحد خلال اجازة الصيف علي الشواطيء المصرية.
لا يستطيع أن يبتسم المواطن المصري للحياة ولا يستطيع الفرح عندما يقرأ كل يوم جمعة عشرات الاعلانات الاستفزازية بصفحات كاملة في الجرائد المصرية عن منتجعات وتجمعات سكنية داخل المدن الجديدة وعلي شواطيء البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط بأسعار تصل إلي عدة ملايين من الجنيهات للوحدة الواحدة وبالدولارات وهو يقيم في منزل ريفي مشترك مع باقي العائلة أو في غرف مشتركة بالمناطق العشوائية أو حتي معظم الطبقة الوسطي من المصريين.
لا يستطيع أن يفرح المواطن المصري وهو يري قيام الدولة من خلال عدة وزارات ببناء تجمعات سكنية وتجارية ولوجستية وإدارية علي مئات الأفدنة من أخصب الأراضي الزراعية مثلما يحدث في دمنهور علي مساحة 104 أفدنة والزقازيق علي مساحة 24 فدان القديمة ولصالح رجال أعمال عرب وأجانب بينما تقوم الدولة وهذا حقها بمحاسبة المواطن المصري عند قيامه ببناء سكن أو نشاط تجاري أو صناعي علي المناطق الزراعية.
وعلي الرغم من بعض السلبيات فإنه يجب أن يفرح ويبتسم ويتفائل كل مواطن مصري ومواطنة مصرية بالحياة والمستقبل عندما يري رئيس دولته الرئيس عبدالفتاح السيسي يسابق الزمن ويعمل لتحويل مصر إلي دولة كبري ومتقدمة ويعمل علي توسيع قاعدة الجمال والنظافة في أرجاء المعمورة ويعمل علي أن يعيش المصريين والأولاد والأحفاد علي مستوي أفضل من المستوي الحالي ويعمل للقضاء علي الفساد ومعاقبة الفاسدين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف