سمعت في الأيام الأخيرة عن مسئولين ورؤساء قطاعات في مواقع مختلفة يتقاضون "رسميا" ولا أقول تحت الترابيزة مبالغ مزهلة تصل لعشرات الآلاف من الجنيهات ومزايا أخري عديدة ولجان ومرور إلخ.... الأغرب من ذلك أن معظمهم لا يستحقون ذلك سواء من باب الخبرة أو المكانة أو من باب من يبذلون من عمل فعلا. نظريات وسياسات طويلة المدي والناس لا يلمسون في أدائهم أي تقدم وعندما تسألهم عن ذلك يقولون إننا نبيع عقولنا وأفكارنا.
لا أيها السادة إمكانيات بلدنا لا تسمح بذلك ومصر تحتاج لجهد حقيقي لا جهد وهمي والسؤال كيف يستحل هؤلاء أموال الدولة من مستشار وخبير ورئيس قطاع إلي غيرها من التسميات التي تسمح بالخروج من بقعة الإدارة وقوانينها. كيف يستحل هؤلاء استخدام السلطة في الحصول علي ما لا يستحقون. نعم باللغة العامية "غرف فلوس ومزايا" ويصل الأمر في التدني لسرقة أشياء يستغني عنها في المؤسسة ومزايا في منازلهم وخصوصيتهم فالكل يعمل في خدمة "المسئول" فقط لأنه يملك المنح والمنع.
سبحان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وهو الذي رزقنا ونعبد غيره فكيف لا نستحي من الله وهو رقيبنا ويعلم سرنا ونجوانا.
هناك من يحصل علي ملايين الجنيهات من عمله وهو لم يؤد مقابل هذا المال ويعتقد أن هذا من الحلال ولا يعلم أن هذا هو من الحرام.
اليوم يعتقد الإنسان ان الوسيلة الوحيدة التي يبلغ بها السعادة هي المال لكن هذه خرافة لان الله سبحانه وتعالي هو الذي يحاسبنا علي المال فيما انفقناه ومن أين اكتسبناه فماذا نفعل بالمال الحرام. وكيف يستبيح هؤلاء هذا المال علي أولادهم؟ أو كيف تستباح أموال الدولة وأين الرقباء والمحاسبون لهم؟ نعم هي أموال رسمية لكن غير مستحقة أليس هناك حساب لهذا؟ أيها السادة هذا الافتراء له نهاية سيئة في الدنيا وحساب الآخرة اتقوا الله فإن ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة وفي غير موضعه كفانا الله شر أنفسنا التي تشدنا دائما إلي المعاصي واقتراف الذنوب فسوف يحاسبنا الله علي كل مليم حصلنا عليه دون أن نبذل فيه الجهد والعرق.
يعتقد البعض أن المال الحرام هو المال الذي يأتي عن طريق السرقة أو النصب أو الاحتيال لكن الحقيقة أن المال الذي يحصل عليه أي مسئول في أي موقع حكومي أو خاص دون أن يكون قد بذل مقابله جهدا يساويه يدخل في نطاق الحرام ولابد أن نتقي الله فاليوم ترف ونعيم وغدا حساب وعقاب وعذاب.