المساء
محمد جبريل
ع البحري .. ريا وسكينة.. متهمتان أو بريئتان؟


لا أدري هل أصدر المهندس مصطفي عوض هذا الكتاب لتقديم ما بحوزته من حقائق. أو أن الوقائع التي تناولتها وسائل الإعلام كانت هي الدافع لتوضيح ما غمض من القضية.
قيل إن باحثا أثبت براءة ريا وسكينة من جرائم قتل السيدات بالإسكندرية في العشرينيات من القرن الماضي.
ريا وسكينة هما أشهر امرأتين في تاريخ الجريمة في مصر. اتهمتا بارتكاب جرائم غير مسبوقة. والتف حول عنقيهما - للمرة الأولي - حبل المشنقة. ظلت الحوادث في الأذهان عبر السنين. صدر عنها العديد من الكتب لبكر درويش وصلاح عيسي وغيرهما. كما قدمت أعمال درامية. استوحت حكايات وجرائم. في السينما والتليفزيون والمسرح. شاهدت أولها في منتصف الخمسينيات. بطولة أنور وجدي وسميرة أحمد ونجمة إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم. دعاني مدرسي في مدرسة الاسكندرية الثانوية إلي تلخيصها في حصة اللغة العربية. وكان آخرها - فيما أذكر - مسرحية "ريا وسكينة" التي اعتزلت بعدها الفنانة شادية الحياة الفنية.
إذا كان مصطفي عوض قد اختار لكتابه الشكل الروائي فإنه لم يبتعد عن الحقائق التي تؤكد اقتراف ريا وسكينة كل الجرائم التي نسبت إليهما.
أهم ما اعتمد عليه الكاتب شهادة الطفلة بديعة ابنة ريا. روت للشرطة ما رأته. وأنكره المتهمون في البداية: سكينة وريا وعبد العال وحسب الله. أعاد الضابط رواية شهادة بديعة علي المتهمين. كل علي حده. ذكر وقائع وتفصيلات ظنوا غيابها عن الشرطة. فانهاروا وحدا بعد الآخر. اعترفوا بالجرائم بداية من البحث عن الضحية. وجلبها. والاجهاز عليها داخل البيت. وسلبها كل ما تحمله من مصوغات ونقود.
لأن الاعتراف سيد الأدلة. فقد كان اعتراف المتهمين تاليا لشهادة الطفلة بديعة. حاصرتهم بما حاولوا إخفاءه. وإن دعمت الشرطة أدلتها بنتائج التحريات في أماكن الأحداث. وعثورها علي جثث الضحايا في المواضع التي حددتها بديعة. وعلي ختم عبد العال في موضع الدفن. ثم أقر المتهمون بمسلسل الجرائم. كل ما جري بالساعة واليوم والمواضع التي قبر فيها الضحايا.
أكدت الملابسات والوقائع. وشهادة الطفلة بديعة. ونتائج تحريات الشرطة. ان ريا وسكينة أقدمتا - بالتعاون مع آخرين - علي ارتكاب جرائم قتل النساء. وهو ما اطمأنت إليه المحكمة. فأصدرت حكم الإعدام.
الكتاب وثيقة إدانة دامغة. حافلة بالشهادات والوقائع والتفصيلات. وأهمها شهادة الطفلة بديعة ابنة ريا ضد مرتكبي تلك الجرائم. باحت بالسر الذي حرصت علي كتمه. نتيجة وعد ذكي من محقق الشرطة بأن شهادتها ستبرئ أمها. وتدين الآخرين.
الكتاب ينفي - في الوقت نفسه - ما أثير - مؤخرا - حول براءة ريا وسكينة وأعوانهما.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف