الأهرام
اسماء الحسينى
لبنان.. الصغير الكبير
لم أجد أفضل من هذا العنوان لأكتب عن لبنان هذا البلد الكبير فى قيمته التاريخية والبشرية، الصغير فى مساحته.
فى زيارة سريعة إلى لبنان أدركت منذ الوهلة الأولى فى الطائرة المتجهة إلى بيروت أننى مقبلة على تجربة إنسانية ثرية ومشوقة ، لمست هذا فى سلوك اللبنانيين الذين رافقونى في رحلتى، بكل بساطة بدأ الشاب محمد بوزيد الذى جلس بجوارى حوارا مفيدا مشوقا. وفي مطار بيروت لمست السلوك الحضارى، سائق السيارة استقبلني باشا مرحبا، وكذلك عمال الفندق وموظفوه، أكثر ما لفت انتباهي فى بيروت هو الذوق العالى الذي يخاطبك فى كل زاوية، فى الشوارع والأشجار والأبنية وحركة البشر والمرور، الذوق الرفيع هو العلامة المسجلة للبنان وشعبه.

الشعب اللبنانى هو من خرج قويا من كوارث هائلة، من أتون الحرب الأهلية التى كانت تسعى لتمزيقه ، وخرج منها قويا بل أقوى مما كان، وبمناعة تؤهله الآن للتعامل بهدوء واضح مع المخاطر الكبيرة التى تعصف بدول مجاورة. ولا يزال الشعب اللبنانى يقف شامخا يدافع عن دولته، وهو من جعل بلده عبر حقب التاريخ منارة للفكر والإبداع والثقافة، وارتاد مواطنوه المهاجرون الآفاق البعيدة.

وأعتقد أن الزيارة التى قام بها السيد سامح شكرى وزير الخارجية للبنان هى زيارة تعكس إدراك مصر مسئوليتها وبأهمية الحفاظ على لبنان ، البلد المهم الذى ينبغى ألا ينسى العرب فضله ، وهو يستحق منا اليوم الوقوف معه ومساعدته للخروج من عثرته السياسية ومن تعقيدات المنطقة التى تنعكس سلبيا عليه ، وعلى الحكومات العربية أن تتجاوز أى خلاف ، لأن الشعب هو الباقى والحكومات والتنظيمات والأشخاص زائلون ، وما علينا إلا احترام تجربة لبنان الفريدة الشديدة الخصوصية، التى يجب علينا أن نقف معها ونؤازرها أيا كان قدر فهمنا لها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف