الجمهورية
اكرام منصور
روسيا.. والفتور الغربي التركي
في اطار مساع لتطبيع علاقتهما التقي الزعيمان بوتين واردوغان في مدينة سان بطرسبورج الروسية والتي شابها تبادل الاتهامات بين الطرفين منذ اسقاط أنقرة مقاتلة روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر2015.. وفي أعقاب تلك الواقعة كان بوتين قد صرح أن ما فعلته أنقرة ¢طعنة في الظهر من شركاء الإرهابيين¢علي حدقوله أنذاك.. حيث كان اسقاط انقره لمقاتلة روسيا بمثابة ضربة موجعة للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية و التجارية بين البلدين حيث هبطت الصادرات التركية إلي روسيا في النصف الأول من العام الحالي حيث بلغت قيمتها نحو 737 مليون دولار أي بانخفاض بنسبة 60.5% بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي كما تسبب النزاع في تجميد مشروعين ضخمين للطاقة وهما تركستريم لنقل الغاز الطبيعي عبر البحر الأسود ومحطة أكويو النووية التي كانت ستبنيها روسيا قبل الازمة.. كما كانت روسيا المستورد الرئيسي للمنتجات التركية من الخضروات والفاكهة.. وطالما كانت تركيا مقصدا رئيسيا للسائحين الروس وقد عانت منتجعاتها جراء العقوبات الروسية.. وبعد هذا اللقاء أعتقد أن العلاقات الروسية التركية ستصبح أكثر متانة كما سوف يتم استعادة العلاقات الثنائية القوية التي كانت تربط بين البلدين في السابق فهي مسألة لها أولوية قصوي.. فاللقا ء بين الزعماء كان بناءاً وله أهميته في استعادة العلاقات بين البلدين.. كما يتسم بأهمية بالغة بالنسبة إلي العلاقات الروسية التركية.. كما سيتم إلغاء الإجراءات الاقتصادية الخاصة التي اتخذتها روسيا ضد تركيا قريباً. ورفع القيود عن الشركات التركية تدريجياً. وستكون فرصة لعودة التبادل التجاري والسياحي فيما بعد وكما سوف يتم إلغاء الإجراءات الاقتصادية الخاصة التي فُرضتها روسيا علي الشركات التركية ورفع القيود تدريجياً عنها.. كما أن روسيا وتركيا لديهما هدف مشترك يتمثل في حل الأزمة في سوريا. ومن الممكن حل الخلافات بشأن كيفية التصدي لها..علي الرغم أن اردوغان يرفض ابقاء الاسد في حكم سوريا الا أن المصالح المشتركة بين البلدين سوف تؤدي لتقريب وجهات النظر كما سوف يتحقق حلم اردوغان لنقل الغاز الطبيعي عبر البحر الاسود.. وفي يونيه الماضي قال الكرملين إن أردوغان قدم اعتذاره عن إسقاط الطائرة وأرسل رسالة يعرب فيها علي ¢تعاطفه وبالغ تعازيه¢ لأسرة الطيار القتيل..وعقب الانقلاب الفاشل أعلن بوتين دعمه الكامل لأردوغان ولم ينتقد حملة الاعتقالات التي قام بها ضد معارضيه السياسيين و¢مخططي الانقلاب¢. إن روسيا حريصة علي استثمار العلاقات الفاترة بين تركيا والغرب في أعقاب الانقلاب الفاشل. وتوترت علاقات تركيا مع حلفائها في حلف الناتو وخاصة الولايات المتحدة في ظل خلافات حول الموقف من الأوضاع في سوريا. كمارفعت المحاولة الانقلابية التي حمل الرئيس التركي رجل الدين المنفي في بنسلفانيا في الولايات المتحدة فتح الله جولن مسئوليتها من حدة الخلاف إذ طالب اردوغان السلطات الأمريكية بتسليم جوين لمحاكمته بينما تصر واشنطن علي أن تقدم أنقره أدلة قاطعة بشأن تورطه المزعوم في التخطيط للانقلاب في بلاده. وفي تصعيد عنيف بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية طالب اردوغان واشنطن بالاختيار بين بلاده او استمرار إيواء ودعم الداعية الاسلامي فتح الله جولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل الذي تم في منتصف يوليو الماضي حيث اكد اردوغان في كلمة امام انصاره الذين تجمعوا امام القصر الجمهوري بالعاصمة انقرة ان واشنطن ستضطر عاجلا او اجلا للاختيار بين بلاده التي وصفها بالديمقراطية ومنظمة فتح الله جولن ¢الارهابية¢ علي حد تعبيره ويطالب الرئيس اردوغان الامريكيين بتسليم تركيا رجل الدين فتح الله جولن الذي يعيش في منفي اختياري في الولايات المتحدة والذي تتهمه بالتخطيط للمحاولة الانقلابية.. ولكن الامريكيين يقولون إن علي تركيا تقديم ادلة قوية تثبت تورط جولن قبل أن يبدأون بالتفكير في تسليمه. ويبقي السؤال هل الفتور الغربي التركي له دور في مصالحة البلدين؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف