فتحى سند
ميداليات وإنجازات.. «بأمارة إيه»؟
>> العالم يجري ويتقدم.. والدول تأخذ بالعلم والأصول.. وماتزال الرياضة المصرية تبحث عن ميدالية أوليمبية »بالعافية».
قبل كل دورة.. تخرج التصريحات تحمل الآمال.. ويعلن السادة المسئولين أن الفرص مواتية لميدالية هنا.. وأخري هناك.. وعندما يخفق لاعب أو لاعبة، يأتي المبرر بأنه الحظ أو عدم التوفيق.
وما أن تنتهي الدورة الأوليمبية، حتي يغلي الوسط.. وتبرز الاتهامات، وطالب الأصوات بأهمية التحقيق في أسباب الفشل، بعد أن تعلق المشانق لمن شارك.. إدارياً كان.. أو لاعباً.
وبمرور الوقت.. ينسي الكل.. وتدريجياً تعود ريما لعادتها القديمة، وينشغل المسئولين في مشاكل وأزمات إلي أن تقترب دورة أخري، لتخرج التصريحات التي تحمل البشري.. وتتكرر الوعود بميداليات.. ولما يقع الفشل أو الإخفاق، تظهر نفس المبررات.. وهكذا.
بأمارة إيه.. تزدهر الرياضة المصرية، وكل أو معظم سياساتها »غلط في غلط»؟!
بعملية تقييم بسيطة.. يمكن القول إن الفارق كبير وشاسع بين ما يعمل به حضرات الأفاضل في الاتحادات واللجنة الأوليمبية.. والوزارة.. وبين ما يخطط له الآخرين ممن تعودوا علي منصات التتويج.
وبدلاً من دراسة تجارب الآخرين للاستفادة منها الإصرار علي السير في نفس الطرق »المهببة» التي لا تؤدي إلا إلي الخروج من البطولات بصورة محزنة.
مرحباً.. بالمزيد من الفشل والإحباط.. طالما أن العملية ستظل »ماشية».. بالفهلوة!
>> في أوروبا.. والدول المتقدمة.. يهتمون بالجانب النفسي للاعب أو اللاعبة.. ولا يقف الاهتمام عند من يخوض مسابقة يتوقع أن يخسر فيها، وإنما.. وعلي نفس الدرجة باللاعب الذي لايشك في أحد في فوزه بلقب أو ميدالية.
الطب النفسي الذي لا يعترف به الأفاضل في الرياضة المصرية يحمي من قد يخسر حتي يعود بسرعة.. ويحمي من يفوز من أن يغتر أو يعتقد أنه حقق كل شيء.
إن بعثة أمريكية أو أجنبية، أو أي دولة تبحث عن المجد الرياضي تسخر عدداً كبيراً من الأطباء النفسيين ليكونوا إلي جوار لاعبيها ولاعباتها.. وكم يلعب هؤلاء المتخصصون دوراً كبيراً في الانتصارات.. وفي عدد الميداليات.
أما نحن.. وبكل أسف.. فيكفي التباهي بالتاريخ حتي نهلل لأنفسنا، وما أن ينتهي التنافس، تخرج عبارات مكررة تشير إلي أن فارق الإمكانيات يصعب المهام دائماً.
>> ليس بالضرورة أن يفوز لعب أو لاعبة بميدالية.. المهم أن يؤدي ما عليه.. ولا أبالغ إذا قلت إن معظم من مثلوا مصر في الدورة الأوليمبية حاولوا.. ولكن يظل الفارق في القدرات والإمكانيات هو الفيصل.. وهذه حقيقة كان يجب علي إدارة البعثة، وعلي كل المسئولين أن يعلنوها مبكراً، حتي لا يعشموا مواطناً بأن الفوز بالميداليات قادم.
إنه جهل المسئول.. وليس تقصير لاعب.
>> المتابع لسير مسابقات الدورة الأوليمبية في البرازيل يتأكد كل مرة.. ومع كل دورة.. أن الرياضة أصبحت تتطور بشكل مرعب.. والأرقام القياسية تتحطم بصورة مذهلة، وأن من يسبق يزيد الفارق بينه وبين ما يليه.. ولا يروح »في الرجلين» إلا هؤلاء الذين يكابرون، ويعلنون من وقت لآخر أنه ليس في الإمكان.. أبدع مما مكان.
>> برغم أن التكرار يعلم الشطار.. إلا أن التكرار لا يفيد مع القائمين علي الرياضة.
ومن قبيل التكرار الممل أن أشير إلي أن دول مثل جاميكا وأثيوبيا وكينيا.. تجيد في مسابقات الجري.. جاميكا في المسافات القصيرة والمتوسطة.. وأثيوبيا وكينيا في المسافات الطويلة.
إنهم تخصصوا في هذا النوع من ألعاب القوي.
ونفس الشيء لأمريكا في السباحة، والصين في الجمباز، وتنس الطاولة.. وأخيراً رفع الأثقال وغيرها.
وتركر روسيا علي مسابقات بعينها.. ودخلت كوريا واليابان بنفس الفكر والفلسفة، وان توسعت هذه الدول جميعاً في زيادة رقعة الألعاب التي تحصد منها الميداليات.
ألا توجد في مصر لعبة أو لعبتين يمكن التخصص فيهما والتركيز عليهما لإحراز الميداليات؟!
وبالمناسبة.. أين مدارس الموهوبين التي حرص د. عبدالمنعم عمارة علي إقامتها.. وأين مشروع البطل الأوليمبي الذي اهتم به د. علي الدين هلال؟!
>> كرة القدم لمصرية الغائبة عن الأوليمبياد شارك فيها منتخب العراق رغم عمليات »الطحن» التي تشهدها بلاده.. وكاد يهزم البرازيل.. ومنتخب الجزائر حاول وأدي ليكمل مشوار المنتخب الأول.. الأول افريقياً.
مجرد.. ملاحظة مؤلمة.
>> متي وكيف وأين ولماذا.. لا تنظم مصر دورة أوليمبية.. أكيد.. بعد عمر طويل.